ناقص الفعل السياسي!
للثورة معنى آخر، وللمليونيات الجماهيرية الثورية صوتها الهادر، وصورتها النادرة، التي تعجز القدرة البشرية على تصورها، إذا ما أخذنا في الاعتبار الوضع الاقتصادي والمعيشي للناس.
ذلك لا يحدث الا في ساحة الحرية بمدينة خور مكسر بعاصمة الجنوب "عدن".
هذه الساحة التي كانت بداية الإنطلاقة، واصبحت قبلة عشاق الحرية السائرون على درب التحرير والإنعتاق من أسر "وحدة" ولدت ميتة.
امس واليوم، اكتظت الساحة بالحشود القادمة من جبال وسهول ووديان وصحاري وسواحل الجنوب،حاملة رآيات وأعلام الدولة، التي ترتفع الأصوات المنادية باستعادتها، لتعبر عن حقها في صناعة القرار.
الفعل الثوري والجماهيري في الجنوب، تفوّق على نفسه وتفوّق على قيادات يُفترض أن لديها القدرة على تحقيق نصر مواز على مستوى الفعل السياسي، وفق الخبرة التي يُعتقد انها متوفرة لديها.
الجماهير الثائرة في الجنوب، حملت مشاعل الثورة، ومازالت وستظل ممسكة بالرأية حتى تحقيق الهدف. هذا الفعل الثوري يحتاج الى فعل سياسي راشد يلملم الشتات، ويوجه المسيرة صوب بر الأمان.
ما تفتقر اليه ثورة الجنوب، بعد هذه السنوات من النضال والصمود لا يتعدى فعل سياسي ناضج، يجيد توظيف هذا الجهد الشعبي والجماهيري النادر بأدوات سياسية وخطاب سياسي يجيد مخاطبة الآخر والإقليم والعالم بلغة سياسية يفهمونها، لكنها بالمقابل لا تقلل من الجهد ولا تحيد عن الهدف.
يقيني ان ثورة الجنوب قادرة على إنتاج ذلك الفعل السياسي بأدوات جديدة من بين صفوفها، لكن ذلك مرهون بتوفر عوامل الثقة في الذات والقدرة على الخلاص من ادوات تقليدية عجزت أن تمثل إضافة نوعية، وكشفت الأيام عورة خبرتها المزعومة.
هنيئاً للجنوب هذه الإرادة الثورية الناضجة، وهنيئاً له مليونيات قلما تتكرر بذات الحماسة والإصرار. وعقبى للفعل السياسي.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها