رسائل العالم وصمم معيقي التسوية!
انعقاد مجلس الأمن في اليمن لم يأت من فراغ وليس خاصا بحل أزمات اليمن وقضاياه فقط بل جاء في إطار تسابق قوى مختلفة و ترتيبات لأوضاعها ونفوذها في المنطقة ، و برغم قبول معظم اليمنيين بالتسوية السياسية ورضاهم بالمبادرة الخليجية إلا أن البعض يضيق من التوجه العالمي في اليمن وتدخلاته في توجيه صانع القرار السياسي بحسب الأجندة المعدة للغرب والتي تخدم مصالحه بينما يراه البعض تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية في البلاد، ولعل البعض يرى أن هذا التوجه نحو حل مشكلات اليمن هو من باب المساعدة التي اقتضتها الضرورة ولا يعد هذا تدخلا إن كان في إطار المساعدة وبما لايضر بمصلحة الوطن وسيادته،وهناك أطراف ترفض رفضا قاطعا مبادرة الخليج وتعمل على عرقلة التسوية إما لتضرر مصالحها كالرئيس السابق وأنصاره أو لتوجيهها من قبل أجندة إقليمية وهم الحوثيون والحراك المطالب بفك الارتباط المسنودين من إيران، وفي ظل هذا الوضع المعقد جاء انعقاد مجلس الأمن والأطراف الراعية للمبادرة الخليجية في صنعاء لإيصال رسائل لكل الأطراف خلاصتها أن التسوية ستسير وفق المبادرة الخليجية وأن لامجال لعرقلتها من أي طرف كان، وأن من سيقف ضد التسوية ستكون هناك عقوبات رادعة بحقه ، كما أن الانعقاد في صنعاء رسالة قوية لإيران بأن تدخلاتها في اليمن لن يسكت عنها وأن من تدعمهم سيخسرون حتما في ظل هذا الإجماع،ولعل بعض هذه الأطراف لم تع بعد هذه الرسائل ومازالت في صمم مطبق أو تصامم متعمد في حسابات خاطئة لها علّها تظفر ببعض المصالح ، إن الحوثيين وأنصار الرئيس السابق والمنادين بفك الارتباط ومن ساندهم هم أطراف معنية بفهم هذه الرسائل مالم فهي أطراف مستهدفة ليس من اليمنيين المطالبين بالتسوية والذين يهمهم أمر الوطن بل من العالم كله، فهل تعي هذه الأطراف أنها تغرد خارج السرب ، وهل تعي أنها لن تستطيع مقاومة كل هذا الإجماع الدولي المساند للتسوية في اليمن من أجل الوصول إلى دولة مدنية موحدة آمنة ومستقرة؟ أم أن العنتريات الزائفة والنزق الشيطاني سيحجبان عنها رؤية الحقيقة لتُحشر في زاوية ضيقة تماما كتنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى ؟
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها