عدن للجنوب والجنوب لعدن
عدن للعدنيين .. شعار ظهر مجددا على سطح الشارع السياسي بعدن بعد أكثر من نصف قرن من الزمن وفي هذه المرحلة الحساسة والصعبة من تاريخ الوطن ..
كلمتين عانى بسببها أبناء عدن ويلات ومصائب الحقد الأعمى الذي زرعه التفسير الخاطئ لهذا الشعار الذي أطلقه أول تجمع سياسي واجتماعي في عدن ( الجمعية العدنية ) الذي تأسس عام ???? م بواسطة ( البيومي ولقمان ) والذي عبر بشجاعة وبدافع وطني شريف برفض ومحاربة السياسة الاستعمارية في تهميش وإقصاء أبناء عدن في الوظائف العليا والحقوق المدنية وبسبب إعطاء الأولوية بالتوظيف للأجانب القاطنين في عدن من الهنود ومواطني دول الكومنولث .. وللأسف الشديد استغلت بعض القوى السياسية وضعاف النفوس المعروفين بحبهم للفتن والتنظير البليد في أيهام الناس بالجنوب من خطورة وعنصرية هذا الشعار وتفضيله لأبناء المدينة على أبناء الريف وأبناء الشمال ، واستغلت السلطة البريطانية هذا الوضع لتغذية الفتنة بين أبناء الجنوب لخدمة سياستها الاستعمارية ولقمع الثوار والمناضلين من أبناء الأرياف .
وقد ظهرت نتائج هذا الحقد بشكل واضح بعد استلام الجبهة القومية للسلطة بالجنوب وتعمد إقصاءها لأبناء عدن من الوظائف القيادية بالدولة وتسريح الكوادر المؤهلة من أعمالهم بصفتهم عملاء للاستعمار ونهب وتأميم أملاكهم وترهيبهم وقتل بعضهم والدفع بالغالبية للهروب والهجرة الى خارج البلاد .. وقد هاجرت الكثير من الكوادر المجربة من أبناء العائلات العدنية المعروفة من أل لقمان وال خليفة وال جرجرة وال امان وال باهارون وغيرهم الكثير من غادر عدن، سواء إلى شمال اليمن او الى دول الخليج وكندا وأمريكا وغيرها ..ومع مرور الزمن تقلد هؤلاء المهاجرون ارفع واهم الوظائف العملية والعلمية بدول المهجر واستفادت منهم هذه الدول بينما تنكر لهم وطنهم ..
إما اليوم فإن أبناء عدن يشاركون غيرهم من أبناء الجنوب اجترار المعاناة المستمرة ومظالم دولة الوحدة المركزية من ظلم وتهميش وإقصاء ، ولعل الظلم الواقع على أبناء عدن اكبر وأعظم بحكم غياب السند القبلي لهم في دعم مطالبهم الحقوقية ونذره وجود قادة بالجيش او مسئولين بالسلطة من أبناء عدن وكذا عدم ظهور طبقة من التجار ورجال الأعمال الذين ظهروا في زمن الوحدة من العدنيين بالرغم أن أراضي وأملاك عدن كانت سبب في بروز تجار جدد وتعاظم تجارة كثير من التجار الذين لا يحبذوا توظيف سوى أبناء مناطقهم العائشين في عدن ، وهذا خلق جيش من شباب عدن العاطلين عن العمل رغم مؤهلاتهم الجامعية بعد ان تخلت الدولة عن توظيفهم او أيجاد مصادر للعيش والعمل .
لذلك وفي هذه المرحلة الهامة من تاريخ الوطن والتي تتجدد فيها يوميا تعاظم النضال السلمي لحل القضية الجنوبية واستعادة الحقوق الوطنية لأبناء الجنوب كافة دون تمييز ، على أبناء الجنوب كافة من أقصى المهرة الى باب المندب أن يكونوا عند مستوى المسئولية وفي قمة الوعي والإدراك لطبيعة المرحلة وعدم تكرار أخطاء الماضي وعدم السماح لخلق الفتن والانشقاقات بين صفوف الشعب الجنوبي وعليهم ان يضعوا نصب أعينهم وفي مقدمة برامجهم النضالية بان الدولة القادمة التي ننشدها ستكون دولة ديمقراطية وفيدرالية عادلة تمنح جميع المناطق والمحافظات حقوقهم العادلة وكل محافظة سوف تدار بأبنائها وفق دستور واضح يحكم الجميع .
أن أهمية الاتفاق على قيادة موحدة أو هيئة عليا تمثل الجنوب مع الاتفاق على أسس ومبادئ الدولة القادمة يجب أن تكون في مقدمة النتائج المرجوة للحوار الجنوبي الجنوبي لرسم المستقبل الواضح والأمن لجميع أبناء الجنوب وبهذا سيشعر الجميع بالثقة والارتياح والأيمان بقوة النضال نحو المستقبل المنشود ،ً حينها لن تكون هناك أي اجتهادات أو الدفع لمؤامرات الفتنة والانشقاق مثل عدن للعدنيين أو حضرموت للحضارم ،
والله من وراء القصد
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها