العلماء والدعاة بين الاعتقال في حضرموت والاغتيال في عدن
لم يعد ما يحدث للعلماء والدعاة في حضرموت من اعتقال وإخفاء قسري وفي عدن من اغتيالات واعتقالات مجرد حوادث فردية بل لقد تحول الأمر إلى ظاهرة واستهداف ممنهج يدل على وجود مخطط خطير لاستهداف العمل الإسلامي في هذه المناطق ففي حضرموت قامت قوات النخبة الحضرمية باعتقال مجموعة من العلماء والدعاة والزج بهم في معتقلات سرية بعضهم مثل الشيخ عبد الله اليزيدي رئيس جمعية الإحسان بالمحافظة تجاوزت مدة اعتقاله ثلاثة أشهر وكل هؤلاء في وضع غامض وينتظرهم مصير مجهول للأسف.
وفي حضرموت أيضا قامت هذه القوات وعبر السلطة المحلية بتجميد بعض أنشطة الجمعيات الخيرية وتم إغلاق بعض مصليات التراويح في المكلا في شهر رمضان الماضي لدواعي أمنية كما تم اقتحام منازل بعض الدعاة والعلماء آخرها منزل الشيخ عمر باوزير رئيس مؤسسة روابي الخيرية بمدينة المكلا وهناك للأسف 75 شخصية في السجون والمعتقلات السرية ـ علماء ـ دعاة ـ أئمة جوامع ـ ناشطون حقوقيون ـ سياسيون وغيرهم بحسب تقرير لمنظمة سام الحقوقية .
هذه الممارسات أثارت قلق الناس وفي مقدمتهم العلماء والدعاة الذين بدأوا يلمسون وجود مخطط ممنهج لتصفية العمل الدعوي والخيري بل والإسلامي عموما كما دفعت هذه الممارسات الكثير من العلماء والدعاة إلى الرحيل من محافظة حضرموت إلى الخارج .
أما في عدن فالحال أسوأ من حضرموت بكثير فمجموعة من العلماء والدعاة قد تم تصفيتهم وقيدت هذه الجرائم ضد مجهول ولعل آخر جرائم اغتيال العلماء والدعاة بعدن جريمة اغتيال الشيخ عبد الرحمن الزهري إمام مسجد الرحمن بمدينة المنصورة رحمه الله قبل أيام كما قامت قوات الحزام الأمني وغيرها باعتقال مجموعة من الدعاة وأئمة الجوامع ولعل المؤسف في الأمر أن يحدث هذا في حضرموت بعد عودة الدولة إليها وفي مدينة عدن بعد تحررها من الحوثيين وفي ظل وجود الحكومة فيها بمعنى أن الناس كانوا يأملون أن عودة الدولة إلى هذه المناطق سيساهم في عودة الأمن والاستقرار وستعمل على حماية عموم الناس وحرياتهم وأمنهم فإذا بالواقع عكس ما توقع الناس وهذا أمر محزن ومحبط للغاية .
• في عدن تساؤلات بلا جواب !
بخصوص جرائم الاغتيالات في مدينة عدن سواء التي كان ضحيتها علماء ودعاة أو التي استهدفت قيادات سياسية وعسكرية وأمنية وغيرها دائما ما تردد الأجهزة الأمنية أنها ألقت القبض على خلية اغتيالات وعلى قتلة الداعية الفلاني أو القيادي الفلاني وأنها باشرت التحقيق وأن هناك تحقيقات واعترافات ومع هذا تتواصل الاغتيالات ويستمر الفوضى وأعمال العنف وكأنها لم تتوصل إلى السر الغامض ولم تعرف الجهة المدبرة لهذه الاغتيالات ولم تحاكم أي قتلة وكأن هناك جهة تمنع كشف أسرار الاغتيالات بعدن والإفصاح عن الجهة المنفذ لها ؟!
مع أن قاتل واحد ومجرم واحد قد يكشف أثناء التحقيق معه كل أفراد العصابة ومن يقف وراءها ويخطط ويمول وسيلقي بالخيط الذي سيوصل الأجهزة الأمنية للحقيقة فأين ذهبت التحقيقات مع قتلة الشيخ عبد الرحمن العدني ؟ لأحد يعلم وماذا قال قتلة الشيخ راوي ؟ لا أحد يدري وأين ذهب قتلة القيادي الفلاني ؟ وبماذا أعترف قتلة العميد الفلاني والضابط الفلاني ؟
ولا يكفي أن يتم اتهام عفاش والحوثي إذ ان السؤال الذي يقف لهذا الاتهام بالمرصاد وهو : ماذا فعلتم أنتم لإيقاف تحركات خلاياء الحوثي وعفاش؟!
تساؤلات كثيرة لا تجد لها جواب للأسف .
• دعوة للإفراج عن العلماء والدعاة المعتقلين
نحن ندعو للمرة العشرين أن يتم الإفراج الفوري عن العلماء والدعاة المعتقلين بحضرموت لأنهم اختطفوا واعتقلوا ظلما وإلا لو كانوا أجرموا لتمت إحالتهم إلى القضاء ليحكم لهم أو عليهم وما أكذوبة الصلة بالقاعدة إلا شماعة لإسكات أي صوت وللإجهاض على الحقيقة فهؤلاء العلماء عارضوا القاعدة وانتقدوا ممارساتها يوم كانت سلطة أمر واقع في المكلا وبيدها السلطات والمؤسسات بل وساهم هؤلاء العلماء في حماية الشباب من التطرف والغلو والعنف ببثهم لخطاب الوسطية والإعتدال في المنابر الدعوية كما أن لهم جهود خيرية وعلمية معروفة ويستفيد منها قطاعات كبيرة من الناس .
وندعو كذلك للإفراج عن الدعاة المعتقلين بعدن وحماية العلماء والدعاة وسائر الناس بمدينة عدن فهذا واجب شرعي على السطلة رئاسة وحكومة وأجهزة أمنية قبل أن يكون واجب دستوري وقانوني وإنساني .
• على التيارات الإسلامية التحرك وبسرعة
وعلى العلماء والدعاة والمؤسسات العلمية والدعوية أن لا تكتفي ببيانات الشجب والإنكار والإدانة والقول بأن هناك مخطط خطير واستهداف ممنهج للعلماء والدعاة فهذا صار أمر واقع للأسف ولكن عليها أن تمسك بزمام المبادرة وتقوم بعمل موازي حتى لو تواصلت مع العلماء والدعاة في هذه المناطق لترحيلهم إلى أماكن آمنة أو إلى الخارج فهذا أضعف الإيمان أو حثهم على أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر وهذا أقل القليل إذ أن الواجب يحتم على التيارات الإسلامية أن تتحد وتدرك أنها مستهدفة وتشكل غرفة عمليات موحدة وتبدأ بخطوات عملية وتضع السلطات في حضرموت وعدن أمام المسئولية وتتخذ كل الخطوات التي تحفظ للعلماء والدعاة وللنشاط الخيري والدعوي ولسائر الناس أمنهم واستقرارهم .
نسأل الله أن يحقن دماء جميع أبناء اليمن وأن يمن عليهم بالأمن والاستقرار والسلام والأخوة والتعايش .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها