حتى الحوثيون ... إن يطيعوه يهتدوا
تمتلئ أغلب شوارع العاصمة وبقية محافظات الجمهورية بشعارات الاستعداد للاحتفال بالمولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم والذي تتبناه جماعة "الحوثي" تحت شعار "وإن تطيعوه تهتدوا" وتنوعت اللافتات والشعارات والملصقات استعدادا للاحتفالات التي تزمع الجماعة إقامتها في صعده وفي بقية المحافظات كتقليد سنوي جديد لم يعرفه المجتمع اليمني بهذه الكيفية من قبل خصوصا حين يرافقه شعار الجماعة "الموت لأمريكا "..
لكنه وبغض النظر عن الدخول في خلاف حول مشروعية الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم من غيره وهل ذكرى الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام هي ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم فحسب أم أنها ذكرى وفاته أيضاً ، إلا أن الطارئ في هذه المناسبة لهذا العام والتي يحييها الحوثيون واختاروا شعار " وإن تطيعوه تهتدوا" المقتبس من آية قرآنية شريفة الملفت للنظر أنه جاء متزامنا مع الأخبار التي تتواتر من صعدة كان آخرها قيام مجموعة مسلحة تتبع أنصار الله "المجاهدين الحوثيين" كما يسمون أنفسهم قيامهم باقتحام مدرسة في صعدة وإغلاق أبوابها على المدرسين والطلاب أيضا وقبل هذا التصرف كان عبد الله الغمري أحد الكوادر التربوية في صعدة يتعرض للشنق حتى ما قبل الموت وكاد أن يرسل به "المجاهدين " إلى مقبرة الحوثي في لمح البصر لولا أن الله نجاه كما قال بعد حادثة الغمري جاءت حادثة الشاب فاضل البدوي والذي عذبه الحوثيون لأكثر من سبعين يوما حتى فقد عقله – كما تناقلت ذلك وسائل الإعلام- وبين هذه الأحداث تأتي كمية ضخمة الانتهاكات والاعتداءات المتوالية التي تتجاوز بعضها وصف الجريمة البشعة ، كما تفيد تقارير الرصد التي تقدمها المنظمات الحقوقية آخرها تقرير "وثاق" الذي احتوى على جرائم تهز الضمير الإنساني ما يبدو مهما هنا اليوم هو توجيه السؤال للحوثيين –خصوصا في صعده – هل تعلمون قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع الجمل الذي جاءه تدمع عيناه فحضنه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقول أين صاحب هذا الجمل : إنك تثقل عليه الحمل ولا تحسن إليه ، وهل جاءكم خبر حديث النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض ، وهل وصلكم منهج النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع اليهودي الذي كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ويضع "القمامة" باب بيته فمرض يوما فعاده النبي عليه الصلاة والسلام ودعاه للإسلام فلما أسلم فرح النبي صلى الله عليه وسلم وقال "الحمد لله الذي أنقذه من النار" ، وهل وصلكم قول الله تعالى عن حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" وقوله تعالى " ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك"ويبدو أنه من نافلة القول التأكيد على أن منهج النبي صلى الله عليه وسلم هو الدعوة إلى التسامح والتآخي ونبذ العنف والتطرف والتقاتل والتحاسد والتباغض والتناجش وغيرها من الأمراض والاحقاد التي تسبب شروخا في العلاقات الأخوية للمسلمين وغيرهم أيضا ، وهو المنهج الذي يجب أن نتذكره اليوم ونحن نستقبل ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم ويحضّر الحوثيين أنفسهم لإقامة شعائرها من باب إظهارهم لحب النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته لكن ما يجب أن يعلمه الجميع أن الاحتفالات مهما كانت مناسباتها عمرها ما كانت بديلا عن المنهج القويم ولا يجوز أن تكون المناسبات الدينية والشعائر الكريمة مطية للكسب السياسي الرخيص واستغلالا لعواطف الناس بل هنا يأتي الإمتحان الصعب لجماعة الحوثي في هذه المناسبة بالذات ويطرح مفهوم الآية الكريمة عليهم "وإن تطيعوه تهتدوا" .. وعليكم أيضا أن ترضّوا على زوجة النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها خصوصا وأنتم تدعون أنكم تظهرون حبكم للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها