مـلك بلاد العُمي !؟
ما أجمل أن تكون مبصرا وترى ما لا يراه غيرك، فحين تلتفت يميناً ويساراً ترى كثير من من حولك يحكمهم ملك وترى قوانين تلكم الفئة لا تسن إلا على أساس أنهم لا يبصرون، فكل ما تمعنت في هذه القوانين والقرارات تجد نصفها واضحة تقرأ وتفهم ونصفها الآخر لا تصلح إلا لبلاد العُمي...
فحين تتغير مهام الوسيط من تقريب وجهات نظر الفرقاء وابتكار حلولاً وسطيه إلى تسلط وانحياز يصل لحد الشك أحيانا، ماذا يجب أن نعمل ونعمل تجاه ذلك، وحين تنقطع جهود لاعبي رياضه معينه وخطط مدربيهم وهتافات جماهيرهم، كل ذلك لحظة انقطاع التيار الكهربائي عن الملعب، والمصيبة أن الفريق الضيف من خارج بلد المستضيف والمصيبة الكبرى مليارات تهدر دون إيجاد حلول جذريه للإنقطاعات المتكررة وبشكل عام...
باعتقادي كل ما ورد أعلاه لا يساوي شيء أمام استنكار بعض رجالات الدين - لحادثة استهداف فعالية عاشورا بقاعة زهرة المدائن - بالقول أن ما حدث يعتبر من أسباب الاختلاف المذهبي، فهل الاختلاف المذهبي يحلل إزهاق الأنفس وهل تناسى الأجلاء من رجالات ديننا أن قتل النفس بغير حق حرام حرام حرام بما نص عليه القرآن والأحاديث النبوية...
فماذا عن الاغتيالات التي استهدفت شخصيات عسكرية ومدنية خلال الفترة الماضية والإقفال الملاحظ والتعتيم المخيف لنتائج التحقيقات، كقضية الشهيد الدرويش والشهيدة فيروز كمدنيين، والشهيد قطن ومذبحة السبعين كعسكريين إلــخ من الاغتيالات، لآبد أن يوضح للرأي العام نتائج التحقيقات بتلك القضايا وملفاتها الثقيلة التي انقطع اهتمام ذوي الاختصاص من متابعتها وإيضاح حقائقها الغامضة وتحقيق مبدأ الشفافية وإقامة العدل بين الناس...
بعد كل تلك الأحداث - المذكورة سلفاً وأحداث لم اسردها ويعلمها الكثيرون - ظننت لبرهة أننا أصبحنا كبلاد العُمي فلا نبصر الحق ونجري خلف الباطل ونقول كثيراً ونعمل قليلاً، فنتعمد أن لا نبصر ونسلك طريق النور، بل كثر ما نغني (إلى متى) وتناسينا أن نستكمل مغناة المرشدي بــ(يا كذا ولا كذا)، فمن المؤكد حينها أن من سيحكم بلاد العُمي سيكون شخصاً معروفاً يمتلك مميزات تجعله أكثر بروزاً عن سواه فهو الوحيد القادر على تسيير أوضاع تلكم البلد، فلنعمل بكل جهدنا لنتخطى أن نُشبه ببلاد العُمي حتى وإن كان التشبيهُ مجازياً. والسلام تحية،
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها