شجون مُعَذَّبة !!
حديث طريد من حكايا مُعلمة "لطالما أنتبذتُ بنفسي مكاناً قَصيّا بعيدةً عن عاداتٍ وتقاليدٍ ورؤىً وأفكار هي من وجهة نظري لا تعدو كونها مُجرّد قيودٍ تُحجّم مفهوم الحرية للآخرين ! وأنا وإن كنتُ ممن لم يواجهوا كثيراً من الصعاب التي تُفرزها تلك القيود إلا أنني ممن يدعون للتخلص منها رغبةً مني بأن ينعم الآخرين بنمط عيشٍ خالٍ من العراقيل الإجتماعية التي صاغتها تلك المفاهيم والعادات الرثّة ! و لطالمـا كنتُ هكذا أستمرأ فضيلة الإنزواء وتغليب المنطق على نمط العيش الدارج، الأمر الذي كان له إنعكاساته السلبية من البيئة المُحيطة ، بعد أن إنتهجتُ اسلوبٍ يتنافى مع ما أعتادوا هم ع الإيمان به.. اسلوب مبني على فكرة لم تُعطى فرصة للتكوين التام حتى يتسنّى لنا إدراكهـا أكنتُ فيها صائبة مُحقّة أم أنها فكرة نشاز يشوبها التشوه كما استنتجوا مُسبقاً!! ظـل اسلوبي صامداً أمام هجماتهم الضارية وتكفيرهم المُستمر لمُعتقداته ، في كل مرة كان يتعرّض للتشكيك وللتهميش ! ولأن العقل البشري غريبٌ رغم حكمته فقد إنعكست تصرفاتهم عليّ..! حتى ساورني لوهلةٍ شعور الشك ،،!!!!! ربما كانوا مُحقين وربما قد اقترفتُ خطأً جسيم مُتخم بكل خطايا الدُنى !!! الأمر الذي أزاحني قليلاً عن نمط حياتي الجديد وأعادني إلى الفراغ المادي.. أتحسّس ردات الفعل في كل شيء أفعله ! وزجّني داخل صراعٍ داؤوب بين عقلي الواعي المتأثر بمحيط عيشٍ ألبسه تُهمة الخطأ والخروج عن المألوف، وبين عقلي اللاواعي المُتمثّل بـ الأنـا الحقيقة لي والذي يرى بأنني على هُدىً دائم وذات سريرةٍ نقية كنقاء الماء الزلال تخشى الله في السر والعلن .. أصابني التشتت و فرض التشويش نفسه بطلاً لكل محاولات التحليل التي يقوم بها عقلٌ " مُذنب" !!! أصبحتُ أغرق في كل ليلة في تفكيرٍ عميق مُتسائلة: هل من الإنصاف أن نُعاقب ع أفكارٍ لم تتُرجم واقعياً ؟ أيحق للآخرين مُصادرة حُريتنا و إسقاط نمط حياتهم على حياتنـا عِنوة دون الحاجة إلى استشارتنا ؟!!!!! هل يحرصون حقاً على تسوية مُعتقداتنا أم أنهم يخشون منا على مُعتقداتهم هم التي لم تسوق لهم خيراً ولم تُزِدهم فيما يعلمون إلا جهلا !؟!!!!!! لستُ أعلم حقيقة كل ما أعلمه أنه شيئاً يدعو للسخط والسخرية في آنٍ واحد !! الخلاصة ليس لنا حقٌ علينا !! نفكر لكن لا يحق و لا يجوز تفعيل مانفكر به واقعاً.."
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها