الجنوب ودموع التماسيح الحوثية!
حديث الحوثيين هذه الأيام عن مظلمة الجنوب وعن حق الجنوبيين في تقرير المصير، هو كحديث اللص الذي يوعظ عن الأمانة.. فبعد كل الجرائم التي ارتكبها الحوثيون في عدن والمحافظات الجنوبية عام 2015م، عادوا اليوم وعادت أبواقهم لتتحدث عن الحق الوطني الجنوبي، وعادت تماسيحهم الملوثة أفواهها بدماء وأشلاء أطفال عدن لتذرف دموع الغدر على الجنوب ومصير الجنوب، ظننا منها أن الجنوبيين قد باتوا من السذاجة بحيث يصدقوا تلك الدموع الزائفة فينجروا إلى مربع الصراع ضد الشرعية في معركة المفاوضات الحرجة!.
على الحوثيين أن يدركوا أن الجنوب دخل الوحدة مع دولة اسمها الجمهورية العربية اليمنية ولم يدخل الوحدة مع دولة الإمامة الهاشمية، فإذا كان الجنوب سيستمر في تلك الوحدة فهو سيستمر في وحدة الشراكة الوطنية وليس في وحدة السيد والعبيد.
وإذا كان الجنوب سيذهب الى تقرير المصير، فهو سيذهب الى تقرير المصير المنصوص عليه في العهد الدولي للحقوق المدنية، وليس الى تقرير المصير بمفهوم اللجان الثورية!!
وإذا كان الحوثي يتصور أنه بهذا الخطاب سيستطيع بناء ثقافة الدولتين على أمل تحقيق الحلم الإيراني بدولة تابعة لإيران في الشمال ودولة حليفة لها في الجنوب، فإن ذلك الحلم قد تبخر بعد عاصفة الحزم العربية.. فحتى لو انفصل الجنوب عن الشمال فهو سينفصل وفق توافقات عربية عربية، ويستحيل أن يسمح العرب باجتزاء قطعة غالية من أراضي جزيرة العرب ليقذفوا بها تحت أقدام ملالي فارس!
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها