سياسة (حبتي والاّ الديك )
من قديم الزمان يذهب الإنسان بعيداً إلى امتلاك الآخر وقهره، وهي وسيلة سهلة وتخليص من وجع دماغ أن أضرب فلاناً برأسه ليسكت هو والآخرون حيث أنا لا أريد أحداً يتكلم... أريد الجميع ينصت لي يسمعني جيداً ثم ينفذ ما أقول.... الطاغوتية هي التي تفهم الحوار على هذا النحو(ما أريكم إلا ما أرى ) من أيام فرعون وهامان مع الفارق ... وهنا يبرز النفاق خاصة عندما يجد الآخر نفسه ضعيفاً فيكمن ليتحين الفرصة وينتظر الزمن متحدثاً (سهل مايموت العرب الا متوافين ) وهكذا تموت العرب وتنقرض أجيال بفعل التربص وتناوب الدوائر ونوائب الانتقام ... الأيام لم تتعاهد مع احد هي بطبيعتها مكاره يوم لك ويوم تنقلب على راسك ورأس الذين خلفوك , ساعتها تكون الساعة المناسبة للمقهورين الكامنين ليباشروا الانتقام ثم يأخذوا من الظالم الحق و الباطل ليصبح الانتقام دورة للشقاء والظلم ينتقل من دار الى دار ومن جيل الى جيل ومن الظالم الى المظلوم فتخرب المصالح والنفوس .
الحوار هو المخلص من هذا (الرازم ) التاريخي وهو ثمرة التجارب والحكمة، والحوار ليس لعباً على الذقون ولا الشوارب ولا (الصفف ).. الحوار إيمان بواجبك في حماية المصلحة العامة والخاصة.. الحوار جوهره باحترام كلمتك التي تقوم على احترام الآخر ..الحوار ليس كلمة أو كذبة (جازع طريق) هو عيش يومي مع آخرين في سفينة واحدة وأي خرق لإغراق الآخر هو سيغرق الجميع، ولهذا فإن سم الحوار القاتل هو الكذب الذي يقتل الكذاب (فمن تعشى بالكذب ماتغدى به) .. الكثير من الساسة (الغشمان) يعتبرون السياسة كذباً وهؤلاء لم يعتبروا ممن سبقهم وعندما تكذب إنما تمارس إحراق كرتك حتى لو أردت أن تصدق بعدها فتحتاج الى تقديم الكثير من الضمانات أو الى معجزة حتى يصدقك الناس وتصبح ذا قيمة،لأنك بالكذب والمراوغة تفقد الثقة .. والثقة في السياسة مثل الثقة في التجارة (رأس مال وافي).. فكم من تاجر يملك الثقة فينجو وهو مفلس ويربح وهولا يملك شيئاً سوى الثقة وخبرة السوق وكم من تاجر يفلس بملايينه بسبب انعدام الثقة به وبضاعته .. من العيب أن نعيد تطبيق مقولة (الناس مروحين وسعيدة الهبلة عاديه تفرش ) من العيب أن نمارس نفس الأساليب ونكرر نفس الأخطاء القاتلة منذ القدم في الحكم وفي الحوار على القاعدة المنفرة (حبتي والا الديك ) أو انا الحق والحق .. ثم نصرخ بأننا على الحق والآخرون على باطل ,..الباطل والحق نسبي موزع بين الاطراف يحتاج الى صدق في الحوار ومصداقية في التنفيذ.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها