قطرنة .. لم نتصالح ونتسامح لنرفع صور القتلة
تصالح وتسامح على العين والرأس .. أن نتجاوز خلافات الماضي ونؤسس لحاضر ومستقبل جديد هو عين العقل .. أن تتشابك الأيدي ونحترم كل وجهات النظر بعيدا عن الإلغاء والصراع والاقتتال هذا دأب الشعوب المتحضرة .. أن نرفع رايات الجنوب ونطالب بالتحرير والاستقلال وفك الارتباط أو الفيدرالية أو حضرموت المستقلة والهوية المهرية أو السقطرية أو العدنية هذا حقنا ووجهة نظرنا والكل أحرار فيما يتبنون من أهداف..
لكن ينبغي أن يكون المطلب أيا كان ، متطهرا من الدماء التي سالت في حقب الماضي ومن دنس الجزارين الذين تولوا كبر تلك المجازر، أقول هذا من باب أننا نتطلع لعودة الماضي الجميل بعيدا عن الوجوه الكالحة والأيادي المخضبة بالدم والتي كانت جزء منه، نستعيد الماضي بصفحاته الناصعة بياضا ولنمزق تلك السوداء حتى لا نكرر مآسينا بمحض إرادتنا فنعظ أصابع الندم حينها..
تصالحنا هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن يكون مطية لرفع صور القتلة الذين صنعوا مآسينا .. لا ينبغي وقد عفونا عن القاتل أن نجعله السيد والرئيس تتصدر صوره منصات المهرجانات وواجهة الشارع ..
القاتل الذي أراق دماء أهلنا وأزهق أرواحهم في مجزرة بشعة يندئ له جبين الإنسانية ألما وحزنا ، من العار علينا كأمة حية تحفظ حقوق الناس وتقدس النفس البشرية ،أن نحتفي لنرفعه في السماء ونهتف باسمه ونرقص ونغني الأناشيد ونعزف موسيقى النصر ..
كنا نسخر من الشعب في الشمال الذي قطرنه الإمام مستغلا جهله، فماذا سيقول عنا العالم ونحن نكافئ القتلة ونجدد الشرعية لهم ونحتشد لنمنحهم السيادة ليعودوا من جديد كي يواصلوا الكارثة..
تصالحنا نعم واجتمعنا بمئات الآلاف في ساحة العروض والمفارقة المؤلمة أن صور القتلة حضرت بكثافة فيما غابت صور الضحايا في يوم رحيلهم الحزين 13يناير ، ولم يصدر من منصة المهرجان حتى عبارة ترحم على أرواحهم أو صوت خاشع يدعو لهم بالمغفرة- ولا حول ولا قوة إلا بالله- ..
أعتقد –والله أعلم- أن أرواحهم وهم بالآلاف كانت في مهرجان احتجاجي غاضب في عالم البرزخ تتألم من كل هذا الجحود والنكران حيث لا بواكي لهم ولا لفتة كريمة بتقديم الزهور أو إضاءة الشموع ، كما تفعل كل أمم الأرض من طقوس معتادة في ذكرى رحيل مفقوديها..
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها