يبقى المشترك..!
يبقى اللقاء وتذهب أدراج الرياح السهام الموجهة إلى صدره.
اللقاء المشترك بين سنديان الصوت الثوري الصاخب ومطرقة القوى المناهضة للتغيير.
وهكذا كالعادة ينجو اللقاء المشترك رغم الكم الهائل من الرماد المذرور في عيونه والشوك المزروع في طريقه.
بفضل الحنكة والتجربة اللذين تتمتع بهما قيادته صمد في وجه الرياح العاتية التي تهب عليه من سخط قواعده ونزقهم أو من صحاري ما تبقى من قوى مناهضة للتغيير.
فقط نحن بحاجة لندرك أننا لسنا أحسن حالا من دول الربيع الأخرى التي تعاني نتيجة للتباين الحاد داخل قواها الثورية وهو الأمر الذي يهدد مستقبل شعوبها الثائرة, عندما ندرك هذا, لا شك أننا سنكون أكثر حرصا على هذه التوليفة التاريخية(اللقاء المشترك) التي وحدت الجهود الثورية ووجهتها نحو استكمال التغيير في بيئة ملغومة وشديدة الخطورة.
صحيح أن هناك تباين داخل مكونات المشترك في ما يتعلق بالنظر إلى بعض القضايا الوطنية, لكن ما نتفق عليه في المشترك أكبر وأجل من هذا التباين, نحن متفقون على استكمال التغيير وبناء الدولة المنشودة, وفي إطار الجو الذي يخلقه هذا التفاهم يمكن أن نعالج ما نختلف فيه عبر الحوار الهادئ, المسؤول والذي يجعل منا قادرين على استيعاب حقيقة أننا جميعا مظلومون, جياع, مرضى, مشردون, وأنه لا سبيل للخلاص من هذا الواقع المؤلم إلا بتمجيد قيمة العدل كإكسير فعال لدمل جروحنا النازفة.
علينا أن ندفع بالتي هي أحسن في إطار اللقاء المشترك للحفاظ عليه كوسيلة مثلا لمقاومة العثرات والأفخاخ التي تعترض طريق التغيير, وأن وأن نعالج شتى الخلافات التي تثار هنا وهناك, وأهمها تقريبا تلك المعارك التي تدور بين الفينة والأخرى بين قواعد المشترك وقياداته الوسطية. (المشكلة الكبرى ليست هذه الخلافات على كبرها, إنما جهلنا بأهمية اللقاء هو المشكلة الأكبر).
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها