السبت 12 يناير 2013 08:57 مساءً
التنمية التي نريدها
لا يختلف اثنان على أهمية التنمية ودورها في النهوض بالشعوب والمجتمعات والرقي بها، ولكن التنمية التي نريدها ونطمح لها ليست فقط بناء مرافق أو إنشاء مشاريع أو حتى تطوير خدمات وبنية تحتية، هذه التنمية بالتأكيد نطلبها ونحتاجها ولكنها ليست كافية، إن التنمية الحقيقية هي تنمية الإنسان وتدعيم مؤهلاته وقدراته بمعنى أن يكون هذا الإنسان هو الهدف الأول والأساسي للتأهيل والتطوير لأنه القيمة الحقيقية للمجتمع فهو صانع التقدم والازدهار، لذا فإنه يحتاج إلى تنمية تجعله قادراً على الصنع والإبداع.
إننا نستطيع أن نلمس جيداً الفارق بين تنمية البشر وتنمية الحجر فهناك دولاً عربية سخرت ميزانياتها الضخمة وإمكانياتها المادية الهائلة لتشيد الأبراج الشاهقة والمباني الضخمة والجزر الصناعية والمجمعات التجارية والنوادي السياحية والجسور المعلقة ولكنها تفتقد إلى الإنسان المبدع، الإنسان المبادر، الإنسان المبتكر ولازالت هذه الدول حتى يومنا هذا تستورد كل احتياجاتها من الإبرة حتى الصاروخ بل وتستورد الأيدي العاملة والعقول المفكرة.
وعلى العكس تماماً فهناك نماذج من دول أخرى نامية تفتقد للثروات الطبيعية والمعدنية كاندونيسيا وماليزيا وتركيا استطاعت هذه الدول في فترة وجيزة من تحقيق نهضة بشرية وعلمية وصناعية وزراعية وعمرانية وثقافية بفضل اهتمامها ببناء الإنسان قبل الاهتمام بالعمران.
هذا النموذج الإيجابي للتنمية هو ما نحلم به ونريده ونطالب به والذي سيتحقق عندما تخلو مناهجنا التعليمية من الحشو غير المبرر وعندما يرتقي الطالب من مرحلة دراسية لأخرى بدون غش.
وسيتحقق عندما تحترم قنواتنا الفضائية ووسائلنا الإعلامية عقلية المشاهد والمتلقي وترتقي بمستواه وثقافته.
إن تنمية المجتمع تكون بضمان حق التعليم المجاني والتأمين الصحي والعمل لكل المواطنين بدون استثناء أو تميز.
وستتحقق هذه التنمية عندما لا يحتاج هذا المواطن للسفر إلى الخارج للعلاج وعندما نشعر بوجود ضوابط حقيقية وفعالة على الأغذية والأدوية المصنوعة و المزروعة في الداخل أو المستوردة من الخارج.
هذه التنمية الموجودة ستتحقق عندما يجد كل مواطن ما يكفيه من مأكل ومشرب وملبس وعندما يشعر بكرامته وقيمته وتحترم حقوقه وحرياته.
وستظهر هذه التنمية بوضوح في ظل دولة النظام والمؤسسات التي يكون فيها القانون فوق القبيلة والكلمة أقوى من السلاح وتكون فيها الكفاءة والمقدرة مقياس الارتقاء والتدرج في الوظائف والمسئوليات.
أخيراً والأهم فإن التنمية المطلوبة تكون بترسيخ المعتقدات والقيم الدينية والأخلاقية في المجتمع لأن المجتمع المتدين الملتزم يسوده الأمن والأمان والاطمئنان واحترام حقوق وممتلكات الآخرين.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها