حيا بكفرك يا أبا الأحرار !
كفرتُ بعزمتي الصامده
وقدسية الغضبة الحاقده
وانّات قلبي تحت الخطوب!
وأحلامه الحية الصاعده
وعمرِ شبابٍ نذرت به
لشعبي واهدافه الخالده
وبالشهداء وأرواحهم
تراقبني من عل شاهده
إذا أنا أيدت حكم الطغاة
وهادنتهم ساعة واحده
قالها "أبو الأحرار" في وجه الإمامة الرجعية المؤمنة بتعاليها على الشعب المؤمن بمعظم رسالات السماء، إلى أن وطئت أقدام قريش أرضه واستقبلتها الأيدي "الباذانية" الخائنة، فقالت بكفره، فما كان منه إلا أن أعلن كفره بقريش وهاشميتها السياسية الوضيعة، في واحدة من أهم قصائدة المدوية"كفر وإيمان".
في حديثي قبل الربيع العربي بعام مع شاب من سلالة رجل الديك المنتسبة للسماء، أخبرته أن موعد عودة الزبيري قد حان، فضحك كثيرا، فالموتى لا يعودون بحسب اعتقاده، لم يكن يعلم أن الزبيري لايموت، كعشتار (عثتر)وتموز(تعوز) والمقه، وسين، وود، وتألب ريام، وكاهل، وسائر الآلهة الذين صنعتهم هذه الجبال وجرحتهم أشواك "القرظ" وسألت بعض دمائهم وهم يتخطون "الزرب" في ليالي القرى المظلمة إلا من التماع النجوم.
ما أن تغيب الفكرة في هذه البلاد حتى تعود بأشكال مختلفة، وبصيغ أكثر جرأة، عاد الزبيري بعد عام من حديثنا وملأ الساحات كفرا بالطغاة البغاة، واستيقظت همة الشعب من جديد.
قال لي ذلك الشاب هل تصدق أن الزبيري ثار لأجل الشعب؟ قلت ربما يكون لديه فكرة لا أعرفها، "استعوق" الإجابة وأجاب: ثار لأنهم لم يقبلوا تزويجة من "شريفة" فثار ضدهم. كنت أضحك وتسمعني الجبال العوالي وأنا أردد ولما يتزوج الزبيري من مستبضعات قريش؟! ما الذي لديهن اعف وأطهر؟
كان الزبيري روحا أحيت شعبا شبع موتا وحروبا وتخلفا وكهنوتا وطبقية واستعلاء سلاليا مقيتا، جاء على نهج الشوكاني، والحوالي ونشوان الحميري وخرج من مستنقع كهنوت وشعوذة ولبى نداء أسعد الكامل لاسواه والهدف إنقاذ شعب واستعادة الدولة.
في 2005 تقريبا بنفس هذه المناسبة كتبت عن "أبو الأحرار" مادة صحفية في صحيفة الوحدة الصادرة عن مؤسسة الثورة، سلمت المادة وكان العنوان " الزبيري كافر .. وأسس جماعة الإخوان في اليمن"، تم تغييره بناء على سياسية الي "مهلوش" فصار العنوان الزبيري "كافر وأسس مناهج التسامح في اليمن"، لم يكن الفارق يهمني لقد تركوا للنص حاله، وفيه وضحت أن الزبيري ساهم مع الأستاذ عبده محمد المخلافي في التأسيس، غضب البعض من ذكر انتهاء عهد حباب الركب، تم استدعائي كانت الهاشمية السياسية تملأ الأجواء، أتيت هادئا ومضيت كما أنا، رسالتي وصلت للقارئ.
التقيت بأحد الإخوان وهو صديق عزيز من أيام "المعودين" في بغداد والكرادة والمنصور، قال لي لقد لامست قدسية الرجل وهذا غير لائق، استفزه العنوان وكأنه لم يقرأ قول الزبيري عن نفسه:
كفرتُ بعهد الطغاة البغاة
وما زخرفوه وما زيفوه
وأكبرت نفسي عن أن
أكون عبداً لطاغية ٍ توّجوه
وعن أن يراني شعبي
الذي يُعذب عوناً لمن عذّبوه
أأجثو على ركبي خاشعا
ً لجثة طاغية حنّطوه
أألعقه خنجراً ...
قاتلاً لشعبي وأُكثر فيه الوُلوه
أنا ابنٌ لشعبي أنا حقده ..
الرهيب أنا شعره أنا فوه
أتعنو لطاغية ٍ جبهتي ؟
فمن هو؟ من أصله؟ من أبوه؟
مرت أيام والجدل دائرا الزبيري كان قوميا ام إسلاميا؟ كنت مدرك ما هو أهم من ذلك، أنه كان يمنيا قحطانيا، والباقي تفاصيل.
تباهي يوما أحد الإخوان من هضبة ربنا وكنا في الأنبار من أرض العراق سنة 2002 ، أن الزبيري هو مؤسس الإخوان المسلمين في اليمن، قلت له كان من جيل التأسيس، كان رجلا جماهيريا لكنه لم يكن المؤسس، فالمؤسس الأستاذ عبده محمد المخلافي، أنكر، ولم أهتم ، بعدها بسنوات قال لي أحد الزملاء كله من المخلافي نكب اليمن وأسس الإصلاح، قلت له ليتها كانت اكلتك وتركت الديك يلعب ب"الكدام".
ظل مشروخي الهوية يحسدون الزبيري الشاعر على قصائده التي الهبت الجماهير، واحتجوا أنه عاصر ثورة سبتمبر وكان أحد أركانها، وعندما جاءتهم ثورة 11 فبراير إلى أبواب بيوتهم وضعوا اصابعهم على آذانهم وصمتوا، وحضروا مع الطرف الآخر وادعو الحياد الكاذب. سينتهون بلا هوية ولا انتماء فالأرض والشعب والثورة هم من يحددون من هم خدم هذه الأمة ويوضحون الفرق بينهم وبين عبيد أرواحهم الأنانية المرتجفة.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها