لهذا.. شكراً الحزم والأمل
نستوفي اليوم عاما كاملا منذ بدأت صقور الخليج تحلق على رؤوس مليشيات صالح والحوثي، ولم تكن هذه القوة لتحتاج أكثر من خمسة عشر دقيقة لتثبت أنها فرع من "جيش الكبسة" الذي كبس على أنفاس صالح والحوثي، وقضى فيها على كل قدراتهم الجوية.
ظل صالح يوهمنا أن هذا الجيش لنا ولحمايتنا، وكنا نعلم أنه ليس كذلك ولا نستطيع أن نعترف بالحقيقة خشية الانهيار النفسي أو أن نموت على الجدار السميك الذي يحيط بهذه الحقيقة المرة، ولم نصبح قادرين اليوم على الوقوف أمام هذه الحقيقة، بل ها نحن نتخلص من قدراته التي لم تجرب نفسها إلا علينا وعلى مدننا.
قوات الخليج التي ما كانت في الحسبان ولا يتوقع منها أن تضرب هذه الضربة المزلزلة، غيرت كل ما كنا نوقن به طوال الفترة التي كان يوهمنا فيها "الزعيم" من خلال استعراضات عسكرية فاسدة أنه يملك قوة لا تجرؤ قوة في المنطقة على مجاراتها، ثم ماذا؟ سقطت الهالة، أو ربما تبخرت، لم يكن الوقت طويلا ليسمح لنا بمتابعة ما حدث بالضبط!!
الجيش الجبار التابع لعلي صالح يحتمي أخيرا خلف مليشا دموية سبق أن قتلت الآلاف من منتسبي الجيش الوطني بدم بارد والآلاف من المدنيين، وإلى هذا قدم للمليشا الأساطيل العسكرية والدعم، وسلم له الدولة على قوالب من ذهب، وانطلقوا سويا باتجاه الحديدة وذمار وإب وتعز.
تذمرت إب، ثم التزمت الصمت وهي وحيدة بغير سلاح أمام قوة قاهرة.. تذمر أبناء تعز من هذا الدفع العسكري المشكوك، وخرجوا رافضين أي استقدام عسكري للمليشا الى المدينة التي كانت تعيش من قبل في أمن وأمان..
أراد المغرورون أن ينكسوا إرادة الشعب في تعز ويخضعوهم لجبروت السيد والمخلوع، وأي مجتمع هذا الذي يستطيع العيش تحت وطأة الإجبار والقوة الظالمة وهو يتفرج ألا مجتمع متخثر الأخلاق والقيم والمبادئ؟!
تباعا، وفي زلة لسان أظهرت جماعة الحوثي وحليفها أنها تعد العدة إلى عدن، وأخرجت نيتها االمبيتة إلى العلن، ودفعت بقواتها إلى هناك وبدأت مشروع القتل والتدمير والتهجير على نطاق واسع في الجنوب، وقبل أن تنقض على الجنوب كاملا صرخ الرئيس هادي مستنجدا لشعبه بجيرانه الخليجين، وما هي إلا دقائق حتى هب الخليج والعرب لنجدة إخوانهم في جنوب الجزيرة، وامتلأت سماء اليمن بالصقور النافرة، ليتوقف مد المليشا ويبدأ نظال أبناء اليمن المسلح ضد المليشا الدموية في كل ربوع الوطن الحبيب، ومنهم بالطبع أبناء تعز الأحرار بعد أن أعيتهم المليشا بالتعنت ورفضها الخروج من المدينة سلميا، وأوغلت في دمائهم، وهناك في عدن طبق المبدأ الدموي نفسه الذي تسلكه المليشا، وبدأت عمليات القتل الجماعي والعشوائي للمدنيين، في الوقت الذي لا تفارق فيه طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية سماء اليمن وهي تذود مع شعب تحول جيشه الى مليشا تفتك به دونما رحمة.
توسعت مناطق الصراع على مساحة كبيرة في اليمن، وأرسل الخليج أبناءه ميدانيا لنجدة اليمانيين المظلومين، وفي غضون ثلاثة أشهر حسمت المعركة في الجنوب، وانتقلوا تباعا الى الشمال للاستمرار في تحرير اليمن من هذه الآفة المتوكلة على بركات أعداء الأمة الإسلامية كلها.
ليس الجنود الخليجون وحدهم من هبوا لنجدة اليمن والشعب اليمني، حتى أبناء زعماء وأمراء وملوك الخليج تواجدوا على أرض اليمن يصفون الساعد بالساعد مع المقاومين الأحرار في ساحات المعارك ويعيشون معا على وقع النار وتحت أدخنة البارود.. توافدت الآف القوات العربية تباعا الى اليمن بكل عدتها وعتادها لمساندة الجيش اليمني الوطني والمقاومة الشعبية الحرة.
اليوم مع ختام عام من الانتصارات المتوالية باتت معظم الأراضي اليمنية حرة أبية مطهرة من أي تواجد مليشاوي، وما تزال القوات الشرعية والتحالف العربي مستمرة في خوض المعركة إلى أن تصبح اليمن كاملة طاهرة من كل القتلة والسفاحين، والظلم أوشك على الزوال تحت ضربات الأحرار في الأرض والسماء.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها