التصالح والتسامح مبدأ إسلامي وليس مهرجانا سنويا للاستعراض !
التسامح والتصالح مبدأ اسلامي وانساني عظيم لا يصدر الا من نفوس نبيله تسامت فآثرت عدم الاخذ بحقها وجنحت الى العفو والتسامح مع من ظلمها وهي رتبة لا يصل اليها الا العظماء اذ تتسامى عن الجروح وتترفع عن الانتقام لا تطلب من ذلك اجرا ولاتبتغي بذلك الا وجه ربها , فمن عفى واصلح فأجره عند ربه, وفي تأريخ اليمن مرت فترات دموية استحل فيها اليمنيون دماء بعظهم فسالت الدماء بغزارة وحين عادت العقول الى رشدها كان لابد من التسامح والتصالح اذ لابديل عنهما الا الاقتتال الى ما لا نهاية غير ان هذا التسامح بمعناه الحقيقي لم يحصل بعد لا في سمال الوطن او في جنوبه غير ان تاريخ اليمن المعاصر تتبدى فيه ملامح تبشر بانعقاد التسامح والتصالح في فترتين غير ان ما شابهما من ممارسات واخطاء يخشى ان تبعدهما عن مسار التسامح والتصالح الحقيقي ٠فحين انطلقت ثورة الشباب السلمية كان الشعب يؤمل ببدأ عهد جديد عنوانه التسامح والتصالح بين كل ابناء اليمن غير ان عنجهية وعنف النظام وجبروته حطمت كل الامال وكادت ان تدخل البلد في دوامة من العنف لا منتهى لها فكان ان تدخلت دول العالم بمبادرة جنبت فيها اليمن من الدخول في اتون الحرب وكان شرطها ان يعطى المخلوع صالح الحصانة مقابل تسليم السلطة وترك العمل السياسي فبادرت الاحزاب السياسية مرغمة الى التوقيع عليها بينما رفضها شباب التغيير في عموم اليمن وفي جنوب الوطن بادرت كيانات الحراك في بداية نشأتها الى رفع مبدأ التصالح والتسامح وهو شبيه بالحصانة التي اعطيت للمخلوع صالح مقابل ان يتسامى الجميع عن الجروح ويفتحو صفحة جديدة للمستقبل غير ان ذلك حتى الان لم يزل كلاما يردد على الشفاه ومهرجانات تعقد كل سنة في ذكرى 13/ يناير دون وثيقه او شروط او تطبيق التسامح كسلوك على ارض الواقع ولعل الخطأ الاكبر ان يتم القبول بمن تلطخت ايديهم بالدماء ان يعودو للحكم مرة اخرى وهو ما لاينبغي لان تجريب المجرب عسر مرتين وكان الاحرى بطرفي النزاع في يناير ان يبادرو من ذات انفسهم لاعلان اعتزالهم العمل السياسي على الاقل تطييبا لنفوس عشرات الالاف من اسر الضحايا الذي قضو نحبهم في تلك الاحداث المؤلمه وهو ما لم يبادر به احدا منهم حتى الآن وفي اقل الاحوال اعتذارا يوجه للشعب .
ان التصالح والتسامح يتنافى مع التحريض وزرع البغضاء والحقد في قلوب الاجيال للآخرين وعندما تلقي نظرة في صفحات الفيس بوك ستصاب بالصداع من غثاء الالسن وثقافه الحقد والكراهية التي تنذر بالخطر على الحاضر قبل المستقبل فكل من يخالف الحراك في رأيه عميل ومندس وخائن ..الخ
التسامح يتنافى مع توزيع الاتهامات سرا وجهرا وصناعة الموت وتعبئة الجماهير بثقافة الالغاء والاقصاء ورفض الاخر ان ثقافة العنف التي يمهد لها بتجنيد الشباب وتدريبهم في معسكرات وتلقينهم ثقافة التكبير المحلية هي الضربه القاصمة لمبدأ التصالح والتسامح والعودة بالوطن نحو مربع المآسي بنفس المبرارات والادوات التسامح ليس مهرجانا يتم فيه رفع صور من كانو سببا في المأساة وتستعرض فيه العظلات بكثرة الانصار التسامح يعني القبول بالاخر مهما ختلف معهم في الرأي فاين الحراك من ذلك ولم يقبل بعضهم بعضا ناهيك عن القبول بالاخرين التصالح والتسامح سلوك يظهر في الواقع وليس شعارات تردد على الافواه ومهرجانات ترفع فيها شعارات تناقض التصالح والتسامح .
من يعفو عمن واين حق المظلومين في الحصول على العدالة الاجتماعية في جبر المتضررين وهل قبلو بذالك تساؤلات كثيره اطرحها لعلها تجد اذانا صاغية غير انني اكتفي بوضع بعض الملاحظات:
١_التسامح مبدأ اسلامي انساني عضيم لايمكن تجزئته او منحه لفئة دون اخرى وان كان تسامحا حقيقيا فيجب ان يشمل مآسي وسلبيات الماضي وحتى اليوم .
٢_ اغلب المتورطين في مأساة يناير لم يصدر منهم اعتذار حتى الآن ولذا فلا يصح لهم ان يتكلموا عن التسامح والتصالح
٣_ مجرد الوقوف عند التسامح والتصالح لا يكفي بل يجب معرفة الاسباب التي ادت اليها لاخذ العبرة وعدم تكرار الاخطاء
٤_ عدم القبول بالاخر وفرض الوصاية على الجنوب من قبل بعض قوى الحراك يتنافى مطلقا مع مبدأ التصالح والتسامح
٥_ التسامح سلوك وليس مجرد مهرجان يتم فيه رفع اعلام الجنوب وقذف الاخرين باقذع الالفاظ ومختلف التهم.
٦_ ان تجتمتع كل قيادات ما كان يسمى بالزمره والطغمة وتخرج بوثيقة تعلن فيها تسامحها وتصالحها واعتزالها العمل السياسي اجدى من مئة الف مهرجان ومليون بيان او تصريح.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها