عبرة من فلسطين للحراك الجنوبي
صورة الحراك الجنوبي اليوم غير مشجعة والخلافات التي تحدث بين مكوناته والتي وصلت إلى نقطة اللاعودة اعتمادا على خلفيات أيدلوجية ومناطقية عفنة وخلافات سياسية منذ ما بعد الاستقلال عن التاج البريطاني في العام 1967م وما أحدثته الجبهة القومية من تنكيل وتشريد برفقاء الكفاح المسلح ضد الانجليز ظهرت نتائجه جلية بعد التشظي الذي حدث في صفوف الحراك الجنوبي في أواخر العام 2007م السنة التي شكلت مهد الحراك الجنوبي.
إذا عملنا إسقاطا تاريخيا لبعض الحركات التحررية في الوطن العربي وحتى على مستوى العالم نجد أن حركات وجماعات تحررية قد اندثرت وتحولت إلى نخب مكونة من عدد من الأشخاص بعد زهو استمر سنين أكثر مما هو عليه الحراك الجنوبي في اليمن اليوم, وذلك نتيجة فقدان الرؤية والأهداف لمشروعها التي تناضل من اجله.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كانت أقوى فصيل فلسطيني يناضل من اجل تحرير فلسطين واعتمدت على عدة أساليب نضالية أشهرها سلاح خطف الطائرات التي بدأتها في العام 1968م عبر الناشطة في الجبهة ليلى خالد وهي (الشعبية ) أول جبهة تحررية استهوت على أفئدة مناضلين من غير العرب للتعاون معها كالجيش الأحمر الياباني والجيش الايرلندي وكان الفينزويلي كارلوس والجواتيمالي أغويريو مناضلان غير عربيان قد تعاونا مع الجبهة في نضالها ضد الكيان الصهيوني, لكن لم يمنع الجبهة الشعبية التي كان نسيجها الاجتماعي مفككا نتيجة أيدلوجيات مختلفة جمعتها المظالم وفي فترة زهو وانتصارات متتالية طفت تلك الأيدلوجيات إلى السطح فأوجدت شرخا عميقا بين مكونات الجبهة ما أدى لتشظيها لثلاث فصائل مهترئة العدد والعدة وعليه فقد أصبحت خارج إطار الصراع الغير منتهي.
مكونات الحراك اتبعت نفس الأسلوب وهاهي قاربت على اللحاق بالجبهة الشعبية شكلا ومضمونا إلا حتى قبل أن يسجل لكل منها ولو بطولة أو انجاز أو حتى تسويق للقضية الجنوبية على المستوى الإقليمي والدولي, نأمل أن لا تصبح القيادات الحالية للحراك محاصرة أو تفكر بالانتحار كما يفعل اليوم احمد جبريل زعيم الجبهة الشعبية القيادة العامة المكونة من عشرات الأشخاص فقط لا غير.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها