دموع الكلمات يا شيخنا الترابي
إن العين لتدمع ,وان القلب ليحزن ,ولا نقول إلا ما يرضى ربنا فانا لله وإنا إليه راجعون ,ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ,وداعا شيخنا الترابي وقلوبنا جريحة، وقلوبنا أليمة حزينة.
يودعنا الشيخ الدكتور/ حسن بن عبد الله بن دفع الله الترابي وهذا اسمه ، مجدد العصر علما، ودعوة ، وتخطيطا ، وتنفيذا ،وهذا لقبه , يودعنا في زمن الابتلاءات ، وفي أشدها على الامه وطأة ، ومن أشدها عنفا، وقوة، لكنه طالما تحدث ، وكرر، وأعاد الحديث ،عن مواجهة الابتلاءات ، بل وحصن العقول ، والأفكار، ضد الابتلاءات ،والفتن .عمق الإيمان في نفوس شباب الصحوة الإسلامية ، وجدد سيرة السلف الصالح في سلوك الأفراد ،والجماعات ،فكانت كل تلك الابتلاءات ، بردا ،وسلاما .
شيخنا الحبيب ، وأنت تودعنا لقد عزانا رسول الله (صلى الله وعلية وسلم )فيك ، وكل من إصابته مصيبة، قال فليتذكر مصيبته ،فان ذالك يخفف من مصيبته ، وقد سمعناك يوما تردد قول القائل :
أخي إن ذرفت علي الدموع وبللت قبري بها في خشوع
فأوقد لهم من رفاتي الشموع وسيروا بها نحو مجد تليد
لقد كانت لحضات استقبال نبأ رحيلك شيخنا الجليل لحضات عسيرة ،وقاسية ، وشديدة ، بوقعها وألمها .
كأن لم يمت حي سواك ولم تقم على أحد إلا عليك النوائح
وإنما الصبر عند الصدمة الأولى:
إذا ما دعوت الصبر بعدك و البكا أجاب البكا طوعا ولم يجب الصبر
فان ينقطع منك الرجاء فانه سيبقى عليك الحزن ما بقي الدهر
وسمعت احدهم يتمثل بأبيات ويخاطبنا ويقول :
انظروا كيف تخمد الأنوار انظروا كيف تسقط الأقمار
انظروا هكذا تزول الرواسي هكذا في الثرى تغيض البحار
نعم هكذا تخمد الأنوار :
وفي السماء نجوم لا عداد لها وليس يكسف إلا الشمس والقمر
دمعي الذي كتمته جــــــــــلدا فإذا به كالغيث ينســــكب
ســـحا و تســكابا و وبلا و ديمه ورش وتوكاف وتنهملان
وإذا بــكيت فما البكاء محرما أغلى الدموع تراق في الأحباب
عزاءنا شيخنا انك لم تمت إلا والصحوة الإسلامية لا تغيب عنها الشمس .
لا تــطلع الشمس إلا عند أولنا ولا تــغيب إلا عند آخــــرنا
لم تمت إلا والصحوة الإسلامية ، لم تترك بيت مدر ، ولا حجر إلا وقد دخلته ، بعز عزيز يعز الله به الإسلام أو بذل ذليل يذل الله به الكفر وأهله .
لم تمت إلا بعد إن رتبت ،وأوجدت ،البدائل بالكفاءات ،والتخصصات .
وانــي من القوم الذين عرفـتهم إذا مات منهم سيد قام صاحبه
نـجوم سماء كلما غار كــوكب بـداء كوكب تأوي إليه كواكبــه
أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم دجى الليل حتى نظم الجزع ثاقبة
وما زال منهم حيث كان مسود تسير المنايا حيث سارت كواكبـه
هكذا نظام الصحوة التي بنيت فيها ، وأحسنت البناء ، وكنت مجددا بحق .
نـجوم يهتدي بـهم إذا ما اخو الظلماء في الغمرات حارا
كــأنهم نـجوم حول بدر دراري تكمل فاســـتدارا
شيخنا وداعا , وداعا لقد بنيت صحوة تحمل على كاهلها هم الدعوة ، وهم التبليغ ، وهي صحوة تشمل مسائل تنزيل الدين على الواقع ، و استحياء الشرع في وجوه الابتلاءات المتجددة .
صحوة جاءت بعد تطاول فترة الجمود ، معتصمة بأصول الشرع وثوابته ، مواكبة لحركة الابتلاء الدنيوي، تصديقا للوحي في أخبار الغيب ، وإيمانا بعدالته ، في أحكام الشرع ،يتلازم في ذالك الإسلام ،والإيمان، في ظاهر وباطن التدين للفرد ، و الجماعة ، وتتلازم فيه أمور الدنيا والآخرة .
صحوة بنيتها تدرك تحول الظروف وتغيرها ، إذ تضيق ظروفها ، وتتسع ،وترتخي ، وتشتد، وتتقلب أحوالها ، ولكنها صحوة تتعامل في كل ذالك بإيمان ، وعقيدة ثابتة، و راسخة لا يتسرب إليها اليأس ، ولا القنوط ، بحال من الأحوال .
صحوة عالمية، تواجدت بتكويناتها في ارض المهجر، وخرجت الى العالمين عبر منافذ من جمعيات، ونوادي ، ومساجد، في الغرب ، والشرق مستغلة ذالك الهامش الديمقراطي في تلك الأقطار والبلدان بلغوا ما بلغ الليل والنهار .
لازلنا نذكر يا شيخنا يوم إن حاورت الكونجرس الأمريكي ، وحاكمتهم إلى ديمقراطيتهم ، فبهت الكونجرس ، وبهت البيت الأبيض، وبهت الذي كفر، فامتدت إليك يد الغدر منهم ، في مطار أوتاوا بكندا ، ودبروا لك محاولة اغتيال في مايو /1992م وخرجت منها منتصرا ، مبتسما، كعادتك لا يعرف الغضب إليك سبيلا .
لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ولا ينال العلا من طبعه الغضب .
عرفناك أبا ،ومربيا، شفيقا، قريبا من الصغير ،والكبير، والقريب ،والبعيد .
زادوه مدحا فـــزاد تواضعا الله اكبر هكذا الخلق السوي
رحمك الله شيخنا مع النبيين ، والصديقين، والشهداء ، والصالحين ، وجمعنا وإياك في الفردوس الأعلى،،، آمين يا رب العالمين
بقلم أ.د/محمد عبد الله صالح المحرابي
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها