بين الميدان والديوان ، من يصنع قرارت المقاومة
منذ انطلاق المقاومة الشعبية في وجه المشروع الانقلابي ظللنا نقرأ ونسمع كثيرا من اللغط حول قررارت المقاومة في جميع جبهات القتال .
لاحظنا انه من السهل ان ينبري احدهم وهو في ركن ديوانه ، اوعلى فراشه الوثير وينتقد ويوجه ، ثم يرسم المسارات ، وبعدها يلوم ويخوِّن ، ثم يخلص في النهاية انه قال وما سمعوه .
هذا حال الكثير ممن لم يلتحقوا بميدان الفعل المقاوم ، وربما قالوا ماقالوه وهم يحملون الحب والود للمقاومين لكنهم بعيدين عن الميدان .
القرارات العسكرية الميدانية المتعلقة بالمقاومة من هجوم او انسحاب ، تمدد أو انكماش ، تفرضها عوامل فاعلة عدة متعلقة بميدان المعركة ، والامدادات ، والحفاظ على الافراد ، والتسليح ، والدعم اللوجستي ، ومتغيرات كثيرة يدركها القادة الميدانيون ووفقا لها يتخذون قراراتهم .
لزاما على قادة المقايل ، ومنظري الدواوين ان يتوقفوا عن اصدار الاحكام ماداموا بعيدين عن ميدان المعركة ، وحريُ بنا أن ننتقل جميعا الى مربع الثقة بقرارات مقاومة الميدان ، وإن كنا لا نعلم ظروف وملابسات اتخاذها ، والعوامل الفاعلة فيها .
قرارت المقاومة هي في النهاية سلوك بشري يحتمل الصواب والخطأ ، لكن متخذوها اعتقدوا بصحتها ، وإن تبين عكس ذلك فالمقاومة مؤسسة متكاملة اجزم انها تستطيع تحمل التبعات ، ومعالجة الاثار ، فلدينا قادة بارعين ، وقدرات لا يستهان لها في الصفوف وفي كل المستويات .
ولكي لا نبخس البعض قدراتهم فهناك ممن ليسوا بالميدان من يُستَرشد بأرائهم ، وتفيد نصائحهم ، وهم مستشارون والمستشار ليس له حق الالزام وانما الاسترشاد ، إذ يظل رجل الميدان هو الاقرب والاحق في اتخاذ القرار .
دامت مقاومتنا الرائعة صانعة للتحولات ، ودام مجتمعنا يحمل لها كل الحب والود والاحترام .
دمتم سالمين .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها