من يقود عصابات القتل؟
أكثر التحديات التي تواجه اليمن في هذه المرحلة تتعلق بالانفلات الأمني و استهداف كبار ضباط الجيش و الأمن خصوصا ذوي الكفاءة و النزاهة و من تم تعيينهم مؤخرا في مواقع هامة من قبل الرئيس هادي، و آخرهم وربما ليس الأخير فيهم العميد فضل الردفاني مستشار وزير الدفاع الذي استشهد أمس الأول في باب اليمن على يد مسلحين أطلقوا النار عليه من دراجة نارية ولا ذوا بالفرار، و هي الطريقة التي صارت مستخدمة في كثير من المناطق، يرتبط بعضها بتنظيم القاعدة و يقيد بعضها الآخر على ذمة مجهول!
السؤال المطروح اليوم: من يقف وراء هذه الجرائم البشعة التي يراد من خلالها دفع البلاد إلى الحرب الأهلية؟
إذا ما لاحظنا أنه يتم اختيار الأشخاص المستهدفين بعناية أدركنا أن وراء القتلة المباشرين للجريمة ما وراءهم من عصابات القتل و الجريمة المنظمة، و هي وحدها التي ترى نفسها مستفيدة من إرباك الحكومة الجديدة و الرئيس الجديد بمثل هذه الأفعال، إذ ليس في صالح النظام القائم اليوم أن يشغل نفسه بالحوادث و الأحداث التي تعطله عن القيام بدوره المرتقب و في فترة قياسية لا تتجاوز العامين، و قد مضى ما يقارب النصف منها،
من المستفيد من إزهاق ارواح الابرياء في لعبة قذرة لا لشيء إلا لتحقيق مكاسب رخيصة و دنيئة دناءة القائمين عليها من القتلة و المجرمين و ذوي السوابق، و من المستفيد من تعطيل الحياة السياسية في البلد و العودة بها إلى المربع صفر؟
من الذي ظل يهدد و يتوعد بالدفع بالبلاد نحو الحرب الأهلية لأن الشعب ثار عليه؟
من الذي قال إنه لو سقط من كرسي الحكم فسوف تسقط كثير من المحافظات في يد القاعدة؟
من الذي قال يوما أنه في حال غادر السلطة فسوف تنشب الحرب (من طاقة إلى طاقة) و من باب إلى باب اسوة بأخيه القذافي حين قال:(زنجة زنجة دار دار)؟
من الذي يستهدف الضباط الأحرار الذين كانت لهم مواقف مشرفة تجاه ثورة الشعب و تجاه عناصر القاعدة؟ و كانت لهم مواقفهم المعروفة ضد الحكم الاستبدادي الفاسد؟
و إذا ما أخذنا في الاعتبار أن القاعدة ليست السبب في جميع الحوادث، لأنها سرعان ما تعلن مسئوليتها عن أي فعل تقوم به، فإن كثيرا من الحوادث لا تحمل بصمات القاعدة ولكنها من فعل عصابات أخرى لها قدرة على الفعل و الفرار دون أن تثير حولها الشكوك أو الشبهات.
و من ترى يقدر على فعل ذلك في وسط العاصمة و بكل هذه الثقة و الجرأة و في وضح النهار وأمام الملأ لو لم يكن مسنودا بقوة توازي قوة السلطة القائمة إن لم تكن أكبر منها؟
و من يا ترى يملك كل هذه العصابات ولديه من المال ما يكفي لاستئجار المرتزقة غير الزعيم علي صالح الذي لا يزال يهدد و يتوعد و قبل يومين خرج زاعما أنه سيقود وفد المؤتمر في الحوار الوطني بهدف إرباك القائمين على الإعداد لمؤتمر الحوار الوطني لأنه يدرك أنه لا يوجد عاقل – حتى بين أعضاء المؤتمر نفسه- يقبل على نفسه أن يجلس على طاولة الحوار مع قاتل و مجرم و لص قامت عليه ثورة ناهيك عن الجلوس مع وفد يكون هو رئيسه؟
و بالتالي فهو في كل ما يقوم به يحاول تأليب الجميع ضد الحوار، و في طليعة ذلك تأتي الأعمال الإجرامية التي تقترفها عصاباته و بتمويله و دعمه المباشر كما يعرف الجميع دوره في قيادة عصابات الاعتداء على الكهرباء و أنابيب النفط و الغاز و قطع الطريق.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها