انفلات عدن
بكلمة واحدة فإن علة كل هذه الحوادث التي نعيشها في عدن على مدار الساعة وتتنوع بين الاغتيال والتفجير والمواجهات والاقتحامات وأصوات الاسلحة المتنوعة آناء الليل وأطراف النهار تتلخص في شيء اسمه (الانفلات).
تعيش عدن واقع انفلات امني و إداري. غياب للدولة.. فراغ سلطة نتج عنه مظاهر شوهاء تملأ الحيز الفارغ.
انفلات وحسب.. وتندرج تحته حركة ودبيب كل التناقضات: من مخططات العدو لتصفية الخصوم الى صراع الامراء والتنافس الى تصفية الحسابات وإزالة المنافسين والمطالبات الحقوقية العادلة بالطريقة الخشنة كما حصل مؤخرا في المعاشيق.
انفلات. فلا الرئاسة حضرت بأدواتها وداعمها العربي الكاسح الذي انجز التحرير ولم يقم بدوره في حفظ الامن.
وحكومة مهاجرة كفرت بعدن والمقام فيها نتيجة التهديدات والسيارات والمدرعات المفخخة التي استهدفت مقر اقامتها اكثر من مرة..
ومقاومة مفككة تتوزعها الولاءات ومغلوبة على أمرها وتضخمت اعدادها ومطالبها وما لم تقم الشرعية بابتلاعها فإنها ستعبث بخشاش أرض عدن الهشة ..
وسلطة محلية خائفة استبد بها كابوس مصير اللوء جعفر فهجرت مقار عملها ولزمت السكن الشخصي وتناست واجباتها الدستورية والقانونية فضيعت المحافظة واقتصر دورها على صياغة بيانات النعي وكتابة التعازي..
انفلات وحسب جر معه كل هذه الجرائم والاغتيالات وأعمال العصابات التي تضرب القيادات ومشايخ العلم البعيدين عن السياسة والقضاة والصيادلة وحوادث النهب والقتل ضد التجار ورؤوس الأموال..
عفاش والحوثي وخلاياهما ومخططاتهما موجودة ومستفيدة نعم ولكن ليس الانقلاب وراء كل شيء.
مواجهات معسكر طارق بين الامن والجيش بعد اقتحام قوة امنية لمساحة المعسكر الذي يقوده عبدالله الصبيحي بالقوة وسقوط قتلى وجرحى لم تكن بتوجيهات عفاش وإلا لاتهمنا مدير امن عدن بكونه يعمل ضد الشرعية.
معركة المعاشيق بين المقاومة وحماية القصر لا تحمل بصمات عفاش كما زعم المصدر الرئاسي فهذه المقاومة قاتلت الحوثي والمخلوع ولها مطالب مع اعتراضنا لأسلوبها العنيف والخشن.
سأعود واكرر ما قلته في وقت سابق ان عدن جغرافيا مقسمة الى مناطق امنية لها ثلاثة ابواب فقط ومديريات كذلك مغلقة بوابات ضيقة يسهل السيطرة عليها وتأمينها.
لمدينة كريتر بابان فقط وللتواهي وخور مكسر والبريقة ايضا لكنه العجز أو غياب الارادة يحولان دون تحقيق الامن لهذه المحافظة الاستراتيجية.
ما يبعث على القلق ان الاوضاع في عدن تسير من سيئ الى اسوأ وحجم الانفلات يتوسع من الامن الى الخدمات فهل سنحمل عفاش مسئولية الانقطاعات المرتفعة في التيار الكهربائي والماء ومنع وصول المحروقات من البريقة الى محطات توليد الطاقة ومضخات المياة ايضا؟!.
من المعيب والفاضح ان يكون مطار صنعاء الخاضع لسلطة الانقلاب وتحت ضربات التحالف مفتوحا ويسير الرحلات ومثله مطار سيئون حيث تتواجد القاعدة في عاصمة حضرموت مفتوحا فيما مطار عدن الدولي الخاضع للشرعية والتحالف والمقاومة مغلقا ولا حول ولا قوة إلا بالله.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها