اليمن والكويت نموذج للعلاقات العربية
سيظل للكويت قيادة وشعباً مكانة خاصة في قلوب ابناء الشعب اليمني، وستظل العلاقات اليمنية- الكويتية في حميميتها نموذجاً لما يجب ان تكون عليه العلاقات العربية- العربية، نظراً لتلك المواقف الاخوية الصادقة والمشرفة التي وقفتها الكويت الى جانب اليمن في أحلك الظروف منذ قيام ثورة ال26من سبتمبر عام 1962م وما تلاها..
في العيد الوطني لدولة الكويت الشقيق يتذكر اليمنيون جيدا سخاء الدعم الكويتي لمشاريع التنمية التي تمثل اليوم شواهد حية تجسد عمق ما يربط من علاقات الاخاء والود بين الشعبين اليمني والكويتي.
وليس ذلك بغريب على الكويت قيادة وشعباً، تلك المواقف الاخوية التي ستظل محفورة في ذاكرة ووجدان كل فرد من ابناء اليمن ومحل تقديرهم وامتنانهم، وظلت تلك العلاقات محتفظة بخصوصيتها وعمقها حتى في الظروف الصعبة، حينما خيمت على سماء العلاقات اليمنية- الكويتية بعض السحب التي تم تجاوزها بعد ان زال اللبس أو سوء الفهم من قبل قيادتي البلدين الشقيقين.
ان ما قدمته دولة الكويت الشقيق من دعم سخي وغير مشروط لليمن عبرت عنه الهيئة الكويتية لتطوير جنوب الجزيرة العربية، التي كان على رأسها الاستاذ احمد السقاف في سبعينيات القرن الماضي وكذا ما قدمته فيما بعد، وصولاً الى الدعم الذي تقدمه اليوم سواءً في الاطار الثنائي بين البلدين أو من خلال مجلس التعاون الخليجي أو الدفع بالاستثمارات الكويتية الى اليمن، وهو بكل تأكيد استمرار لذلك النهج الذي اختطته القيادة الكويتية منذ مطلع ستينات القرن الماضي، وسوف تستمر اليوم وغداً، انطلاقاً من الادراك الواعي لما تمثله اليمن للأشقاء في الخليج من اهمية سياسية واقتصادية وأمنية كون اليمن تشكل عمقاً استراتيجياً ومجالاً حيوياً للاشقاء الخليجيين، وكذلك الاشقاء في دولة الكويت الذين استوعبوا أواصر الاخاء في ارتباطها بالتاريخ والجغرافيا والرؤية المستقبلية، لتكون وشائج القربى مداميك بناء هذه العلاقة الاخوية الوثيقة التي مهما شابها من ملابسات لا تتأثر بسحائب الصيف التي سرعان ما تنقشع لتعود اكثر صفاءً ونقاءً ووضوحاً وشفافية اكثر من ذي قبل.
بعد ايضاح الحقائق ووضع النقاط على الحروف لتبقى أواصر الأخوة والمحبة هي الاكثر رسوخاً، تشكل قاعدة لتنامي العلاقات المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين.. وللتعبير ايضاً عمَّا نحمله في قلوبنا في اليمن من مشاعر الود والتقدير والامتنان للكويت والحرص على تمتين أواصر الاخاء والمحبة مع هذه الدولة الشقيقة التي كان لها الدور البارز والرائد في الوقوف الى جانب اليمن، وكان للكويت الشقيق اياد بيضاء لدعم مسيرته التنموية حيث أسهمت من خلالها في تحقيق النهوض والتطور الذي انتقل باليمن من مجاهل تخلف القرون المظلمة الى فضاءات العصر، مواصلاً مسارات توجهاته في البناء والتقدم.
ومنذ وقت مبكر ظل ابناء الشعب الكويتي يحملون لأبناء اليمن مشاعر الود والتقدير والاحترام، ويقدرون لهم دورهم ومساهماتهم الى جانبهم في مسيرة النهضة الكويتية، وما تميزوا به من الأمانة وحسن الاخلاق والسلوك، وهم يعيشون بين ظهرانيهم..
تحية للكويت في عيدها الوطني وذكرى تحريرها، وهي التي تقدم كل يوم دليلاً اضافياً على أصالتها القومية ونبل مواقفها وحكمة قيادتها.
*كاتب يمني مقيم في الكويت
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها