مرحباً بدولة «حسين» المدنية
احترت في قضية مقالي لهذا الأسبوع وترددت كثيراً في كتابته, ليس فقط لكثرة القضايا التي أريد الكتابة حولها, بل أيضاً, بسبب مقال الأسبوع الماضي الذي وجدته منشوراً هنا بصورة تختلف كثيراً عما أرسلت به.
والحق يقال اني لم أعرف المقال المنشور باسمي بعد ما لحقه من حذف وتعديل بصورة مختلفة وليست كالعادة حينما يكون في تعديلات لخطأ لغوي أو للفظ معين, هذه المرة, لم تتغير ألفاظ بعينها, لكن, ابتداءً من العنوان وحتى آخر سطر, حذفت فقرات بالكامل وجمل مكملة لفقرات وكلمات وأحرف حرفت المعنى أو جعلته غير مترابط, ومن قبل من أجهل هويته حتى اللحظة.
وسوس لي الشيطان كثيراً أن هناك أيادي (خبيثة) في الجمهورية حاولت تطفيشي من الكتابة دون علم رئيس التحرير الصديق العزيز والأستاذ القدير سمير اليوسفي, لكني تغلبت على تلك الوسوسات و(الظنون السيئة) بعد أن فندت كل المبررات التي ساقها لي الشيطان كسبب لذلك التطفيش ومنها محاولة السطو على هذه (البقعة) كل أربعاء لصالح زميل آخر, وظهر أن هناك خللاً فنياً غير متعمد تسبب بذلك.
يحدث مثل هذه الأخطاء في أفضل الصحف, وأحببت فقط أن أنبه إلى وقوعه, دون تحميل أحد المسئولية, وحتى لا أغرق في شئون مقالي, وأغفل عن شئون الدولة المدنية المنشودة التي يحمل لواءها رئيس تكتلها المدني جداً حسين الأحمر.
حسين ليس وحده من سيتكفل بتمديننا كيمنيين, ومن يبعث الطمأنينة أكثر أن معه اثنان من أبرز حاملي المشروع المدني بصيغته الإمامية, وهما الدكتور القدير محمد عبدالملك المتوكل, والأستاذ المدمن على الأضواء والتسريبات, حسن زيد.
كنت أتمنى أن لا أرى مدنياً صادقاً كالأستاذ نبيل شمسان وزير الخدمة المدنية في مقدمة صفوف الحاضرين لفعالية إشهار التكتل المدني, لأنه وأمثاله كانوا يبدون غير متناسقين مع الشكل والمضمون.
لقد اختلط الحابل بالنابل كما يقال, وصار من نخاف على دولتنا المدنية من الإجهاض على أيديهم هم من يحملون لواءها ليصيبوها في مقتل, ومن يعلنون رفضهم للدولة الدينية تحولوا إلى أدوات لمشروع ديني سلالي عرقي يفرق ويميز بين البشر والمسلمين خاصة في كل شيء حتى الملابس والعمائم وطريقة لبس الجنبية.
إذن, لا فرق بين دولة مدنية يتصدر للدفاع عن حياضها حسين الاحمر, وهو من نعرفه, سواء كانت قادمة على عمامة مصنوعة في طهران الإسلامية أو عقال معقود في الرياض الإسلامية, ودولة مدنية ينادي لها (سيدهم) عبدالملك الحوثي على ظهر حركة مسلحة تمتلك مختلف أنواع السلاح حتى الثقيل باستثناء الطائرات وتفرض سيطرتها في صعدة وتحاول في حجة والجوف وعمران بقوة مليشياتها المسلحة وليس بأصوات الناخبين والبرامج الانتخابية.
منذ قراءتي لخبر فعالية إشهار تكتل حسين المدني وضحكي يرتفع صوته ليسمعه القريبون مني, وأتساءل ساخراً: عن أي دولة مدنية يتحدث و(يتقنفز) حسين لأجلها مابين طهران والرياض وقبلها طرابلس؟.
وعن أي (دولة مدنية) أصم آذاننا بها الدكتور المتوكل والأستاذ حسن زيد، وهما يرفضان مدنية احزاب سياسية يقودها الدكتور ياسين سعيد نعمان وسلطان العتواني وعبدالوهاب الآنسي, ويقتنعان بمشروع شيخ قبيلة (متقنفز), وياليت كان راسخاً كوالده رحمة الله عليه, أو حتى شقيقه صادق؟.
أتذكر مقابلة صحفية مطولة وعميقة أجريتها قبل انتخابات 2006 الرئاسية لمجلة نوافذ التي كانت تصدرها مؤسسة الناس للصحافة وكانت مع الدكتور محمد المتوكل ،أدهشني الرجل بطروحاته حول الدولة وانتكاساتها في اليمن وتحليلاته وتشخيصه للواقع وتقديمه للحلول, ظللت سنوات أتحدث عن دهشتي تلك وعبقرية المتوكل.
وفي ديسمبر الماضي حرصت على زيارته في مستشفى الأردن بعمان رفقة الزميل وهيب النصاري, وكانت صدمتي بطريقة التعامل معنا لدخول غرفته بالمستشفى, ولم أكن أعِ بعد بوجود سيناريو مختلف يرسم لما بعد عودة الدكتور المتوكل, وقلت ساخراً عقب بروز ملامح ذلك السيناريو: يمكن كان المتوكل يعتقد أن الإصلاح وخاصة محمد قحطان قد أرسلني لإنهاء ما فشلا فيه بـ«موتور سياسي» في صنعاء.
قلت لزملاء عديدين إنه لأول مرة ألوم نفسي لقيامي بواجب ديني وإنساني وهو (زيارة المريض), فيما عُدتُ مفتخراً ومعتزاً بزيارة كانت بالصدفة في ذات المستشفى لإحدى جريحات تعز, مريم نجيب الكاتب.
ليهنئ المتوكل وحسن زيد ومن يدورون في فلكهما بدولة مدنية ستأتي على طبق من ذهب يقدمه لهم حسين الأحمر أو عبدالملك الحوثي, وأثق أن شعبنا لن يقبل بدولة مدنية كهذه مهما تدثرت بريالات المملكة أو دولارات الجمهورية الإسلامية, ووصلت في بندقية حوثية أو جنبية حاشدية أو حتى تمثال الحرية الأمريكي.
يا هؤلاء: من يحمل لواء الدولة المدنية لا يفرضها بالسلاح أو الفتاوى الدينية للمصطفين من البطنين أو الأتقياء أبو كرشين, دولتنا المدنية ستأتي كما يريدها شعبنا الذي سقينا الأرض الطيبة لأجل غرسها المبارك بدماء شهدائنا الأبرار ولن تكون إلا, مدنية.. مدنية.. مدنية.
عن «الجمهورية»