حكاية مقال وصومالي غلبان
قلت نعم للرئيس عبد ربه منصور قبيل انتخابه رئيسا توافقيا وانتقاليا يوم 21فبراير ؛ وأجدني اليوم وغدا نصيرا ومعينا وناصحا له – وايضا – ناقدا لسلطانه إذا ما رأيت فيه اساءة واستغلال فج وعبثي لوظيفة الرجل الاول في الدولة .
وإذا كان هذا هو موقفي من الرئاسة والرئيس ، ومن عملية الانتقال السياسي بما تعني من قضايا وطنية ووحدوية وديمقراطية وهيكلية ومستقبلية ؛ فلمصلحة من يتم اقحام وتجيير ما كتبته من افكار متواضعة اردت بها فقط النصح او التنبيه ؟ ففي جميع الاحوال الوظيفة العامة عرضة للكتابة الصحافية ؛ فكيف إذا ما كانت هذه الوظيفة هي وظيفة رأس هرم الدولة ؟
الاحد الفائت نشرت موضوعا عنونته ب" قليل من الكلام " مضمونه بالطبع نصح وتنبيه رئاسة البلاد من اتباع اسلوب الرئيس المخلوع الذي ادار البلد بالقوة والفهلوة وتزييف وعي اليمنيين ، فالحكم الرشيد لا يتأتى بالقوة والقمع وترسانة الاسلحة كما ان الحاكم المحبوب لا يصنعه الاعلام الموجه المضلل .
هل أخطأت حين حذرت الرئيس من برقيات النفاق والزيف والرياء ؟ انه ومركزه في غنى عن تدبيج البيانات والبرقيات الداعمة لقرارات الهيكلة ، قلنا انها ذات البداية والطريقة التي ضللت اليمنيين ثلث قرن ويزيد ، أنها وراء النهاية المأساوية والمهينة لسلفه الذي استهل مسيرته الطويلة بالتظاهرات المؤيدة المنظمة من اجهزة النظام العسكري الامني ، وبالبرقيات المذاعة المهنئة للقائد الحكيم .
حقيقة لا اعلم من المستفيد من نشر مقالي وعلى تلك الصورة المنتهكة لحق الكاتب في ان يعبر عن آرائه وبكل شفافية وحرية ووفق الاسلوب والطريقة التي يراها متاحة ومناسبة ودونما تشويه او تحوير او استغلال بشع يمكنه الاساءة والتشهير لصاحبه وبالآخرين .
لست هنا بصدد دحض فكرة ان تكون الصحافة قد وقعت في شرك الالتباس او قولوا الخطأ الفادح الذي اعده نتاج تسرع وسوء تصرف وتقدير ، فلا توجد ثمة مطبوعة أو وسيلة اعلامية خالية تماما من هكذا اخطاء ؛ لكنني معنيا بالتوضيح كون ما نشر كان قد اريد منه ايصال رسالة سلبية ؛ اولا لقيادي عسكري كان الاحرى بالصحف والمواقع التأكد منه قبل النشر ، وتاليا لكاتبه الذي وجد نفسه يوضح ويؤكد ما لا يحتاج لتوضيح او تأكيد أو نفي .
فالمقال تم نشره قبل ثلاثة ايام في صحيفة يومية معروفة ، كما ونشرته مواقع حاضرة في الساحة الاعلامية ؛ فلماذا هذا الاستخفاف والتحاذق الذي يصور المسألة وكأنها مجرد سبق وتفرد يستحق التسويق طالما والمتحدث قيادي من سنحان ، واعلن انشقاقه عن الرئيس المخلوع ؟
وعليه ارجو من الصحف والمواقع التي نشرت موضوعي وبتلكم الطريقة التي قد يفهم منها وقوفي ضد قرارات هيكلة الجيش - مع انني لست كذلك - لأن تتحرى الدقة كي لا تقع في مثل هكذا اخطاء في قابل الايام ، إذ احسب نفسي في جبهة انقاذ اليمن ، هذه الجبهة يقودها الرئيس عبد ربه بكفاءة وحنكة وجلد وتروي جدير بالاحترام والدعم ، فحتى وان كان نقدنا قاسيا ولاذعا في بعض الاحيان ؛ فلا يعني ذلك استهدافنا لشخص الرئيس ؛ بقدر ما هو تنبيها مخلصا وحريصا هدفه تصحيح وتصويب ما نراه انحرافا لسفينة وطن نظن اننا جميعا ركابها ، كما ونعتقد ان ربانها وحده لا يستطيع قيادتها الى شاطئ الامان ما لم يكن لنا جهد ودور ناصح وصادق ومخلص .
ختاما لا اريد ان أكون هنا أشبه بذاك الصومالي الغلبان الذي خُصم من اجرته نظير اعانة شهداء دولة الجنوب ، وقتها لم يجد بدا من التذمر حول اجباره على دفع حصة دائرة رعاية الشهداء فيما هو لا ناقة له او جمل ، قال حينها وبشيء من التندر والمزح الخبيث : يمني يقتل يمني والصومالي يدفع ضريبة .
الحال انني لا اشك بسلامة نية الناشرين ، فما من صحافي يمكنه رفض تصريح او موضوع صاحبه يعد من الرجال المقربين من الحكم ، لكني مع ذلك ارفض ان اكون كذاك الصومالي الساخط الضحية الذي وجد ذاته مقسرا على دفع فاتورة دم لم يسفكه ، وعن صراع لم يخضه مطلقا كما وليس له فيه علاقة او مصلحة .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها