رسالتي الى أخي المؤتمري،
يا إبن قريتي العزيز ومنطقتي ومدينتي ووطني، لماذا وقفت وتقف أمام رغبتي وتطلعاتي للعيش بكرامة وحرية.
طوال ثلاثه وثلاثين عام من حكم صالح لليمن، لم أحسدك لأنك حصلت على وظيفة وانا أكفى منك لها ولا لأنك بنيت بيت أفضل من بيتي ولا لأنك تشتري كل عام سيارة وانا لا اجد قيمة المواصلات ولا لان أطفالك يذهبون للدراسة في المدارس الخاصة او الخارج ويلبسون ويأكلون افضل من أبنائي ولا لأنك تذهب للعلاج بالخارج وأنا لا أجد قيمة العلاج لي وأبنائي في المستشفيات الحكومية في وطني.
أنا لم أثور عليك أنت ولم أطالب بالتغيير كي أنتزع حقوقي منك أنت لأَنِّي أؤمن بما لم تشعر أنت لي من حقوق، ورغم أني عانيت في أيجاد أسهل طرق العيش والحياة لإبنائي ورغم أني عانيت كل يوم وأنا أذهب الى الجامعة لأنتهي بشهادة علمية او مهنية وأنتظرت سنوات لكي أحصل على وظيفة تكفل لي العيش بستر وكرامة، لم أثأر عليك أنت وقد حصلت على كل شيء بأسهل الطرق ولا حسد.
لم أخرج مطالب بأن أحل مكانتك، بل طالبت وأطالب بتغيير يضمن لأبنائي الحياة الكريمة وأسبق ما كان سيخرج أبنائك من أجله عندما يصلهم الضيم والبؤس والحرمان من بعدك. هل تعرف ماذا ورث اليمنيين من صالح ونظامه الذي حكمنا أكثر من ثلاثه وثلاثين عام...؟
كانت نسبة المغتربين اليمنيين قبل صالح ثلاثة مئة الف وأصبحوا بعهده سبعه مليون مغترب. كان معدل الفقر قبل صالح وقبل البترول أقل من سبعه بالمئة وأصبحت بعهده وعهد البترول ستين بالمئة. كان معدل البطالة قبل صالح أقل من عشره بالمئة وأصبحت بعهده أكثر من سبعين بالمئة. أهمل صالح رعاية وصون كرامة وحقوق اليمنيين بالداخل كما تعمد إهمال وهدر حقوقهم ورعايتهم بالخارج...
بقي الأمريكيين أصحاب البشره البيضاء يستعبون الأمريكيين الأفارقة أصحاب البشرة السوداء أكثر من ثلاث مئة عام حتى نال "العبيد" حريتهم بعد صراع ونضال أنتزعوا حقوقهم بالمواطنة والمساواة والحريّة وأستمروا حتى أوصوا صاحب البشرة السوداء الى البيت الأبيض وحكم أكبر دولة بالعالم. ضَل باراك أوباما بالحكم ثمان سنوات ولم يحقق رغبات الأميركيين وطموحهم ولم يوفي بكل وعوده واليوم لا تجد لباراك من أبناء جلدته أكثر من خمسه بالمئة يؤيدوه ولو عاد للترشح للإنتخابات لرشحوا عبيد الأمس الرجل الأبيض.
تناصرون اليوم صالح وأنتم تعرفون كما يعرف هو أنه لن يعود الى الحكم وما هذه الحرب التي يقودها صالح إلا للإنتقام من اليمنيين الذي خرجوا مطالبين بالتغيير بعد أن قلت بهم الحيل وتقطعت بهم السبل وأغلقت أمامهم أبواب الأمل في تحقيق العدالة والمساواة والعيش الكريم في وطنهم.
سيذهب صالح غداً ونبقي نحن وأنتم والجراح والخراب الذي سنرثه من صالح وسنقف مع بعض لطوي صفحات صالح السوداء ودمل وبناء ما الحق من جراح ودمار في جسدنا جميع وجسد وطننا، فعودوا الى رشدكم...
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها