الربيع العربي عربيا خالصا
تحالف نظام المخلوع مع إيران وحلفائها للانقلاب على ثورة الشعب اليمني التي أسقطته،واستقدم نظام الاسد ايران لمواجهة ثورة الشعب السوري، وقتل شعبه وشرده، انتقاما من مطالبتهم برحيله،افتتح نظام السبسي فور نجاحه في تونس حوزات شيعية، وبدا يطبع العلاقات مع طهران،تدعم ايران الجماعات الارهابية في ليبيا، وبعض الاطراف، لمنع استقرار هذا البلد، انتقاما من ثورة الشعب على الظلم والاستبداد،بدأ نظام السيسي في مصر مبتزا لجواره العربي، ومقايضا بقضايا الامة العربية المصيرية لقاء الحصول على أموال..ولايستبعد وجود علاقة من نوع ما مع طهران، او من يقف خلفها في تل ابيب.
كل هذا يكشف أن الربيع العربي كان عربيا خالصا، وان الثورات المضادة، هي فارسية ايرانية بامتياز، او إنها خدمت توجهات ومخططات طهران في المنطقة كما يتضح.
الربيع العربي ليس الإسلاميين فحسب كما يتخيل البعض، هو ثورات شعبية وإنسانية، كان يستهدف الأنظمة الديكتاتورية الجمهورية، التي ضيقت الخيارات أمام الناس في التغيير، مع تنامي الفساد، والمحسوبية، والفقر والبطالة،وشبح الفوضى والانهيار الذي كان يهدد هذه الدول.
وكانت أحلام الربيع العربي تهدف إلى إعادة بناء أنظمة عربية وطنية جديدة، على قاعدة الشراكة السياسية والمجتمعية، دون تفرد أو إنفراد، لضمان الاستقرار السياسي، ولتشكيل وحدة تكاملية مصيرية مع الأنظمة الأخرى في المنطقة التي نجحت في توفير الاستقرار، والتماسك، والعيش الكريم لمواطنيها، وقدر من التعليم والتقدم والإبداع، وذلك لمواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة، والدفع بعجلة التطور والتقدم إلى الأمام.
الربيع العربي لم يكن مؤامرة على العرب كما انخدع البعض بذلك، بل كان إرادة وسنة إلاهية في التغيير،وعامل قوة لهم، وباعث للحياة من جديد في جسد الأمة المنهك بالمؤامرات والأمراض السياسية والاجتماعية، التي ساهمت في تخلفها وتقوقعها عقود من الزمان.
المؤامرة هي ما تعرض له الربيع العربي من إجهاض لأحلامه وتطلعاته، وشارك فيها بعض العرب متأثرين بنظرية المؤامرة، التي روجت لها دوائر معادية للعرب والمسلمين، بطرق ذكية ومخادعة،لينكشف المستور على مخططات إيرانية خطيرة جاءت تحملها الثورات المضادة إلى المنطقة، تختبئ خلفها مخططات غربية وصهيونية واضحة لم تكن مستعدة للتفريط بالأنظمة الديكتاتورية الفاسدة التي رعتها وحمتها ردحا من الزمن، تستهدف الانتقام من الشعوب العربية المطالبة بالتغيير، والإضرار بالعرب والمسلمين بشكل عام، وبموروثهم الثقافي والإسلامي.
نتمنى أن يكون العرب قد استوعبوا الدرس، وبدأو عملية تصحيح حقيقية لكل الأخطاء التي وقعوا فيها،وأن يكون التحالفان العربي والإسلامي بداية الطريق لإنقاذ المنطقة من مخططات إيران ومن يقف خلفها، ممن لايريدون للعرب الخير والتقدم،ويحاربون الإسلام والمسلمين.
لن يستطيع احد أن يمنع التغيير، فالتغيير سنة كونية سواء جاء عبر الثورات أو غيرها، لكن المطلوب هو كيف يمكن لنا كعرب التعامل مع هذا التغيير، والحفاظ عليه ودعمه، بما يخدم شعوبنا ودولنا العربية ونهضتها وتماسكها ووحدتها، ويخدم قضايا امتنا المصيرية في الأخير، ويحافظ على سيادتنا وتراثنا كعرب ومسلمين، في وجه الأخطار والمؤامرات التي تحاك ضدنا.
المسألة بحاجة إلى إعادة مراجعة وتقييم من جميع العرب سواء من قبل قوى الربيع العربي، أو من القوى العربية الأخرى الفاعلة في المنطقة، والخروج بنتائج ايجابية تقوي وتدعم التوجهات الجديدة في المنطقة المتمثلة في التحالفان العربي والإسلامي، لمواجهة الأخطار والتحديات، ومناقشة وإثارة قضية التغيير من جديد، بما يخدم الاستقرار والتنمية ومكافحة الإرهاب في المنطقة، وتحقيق الشراكة والعدالة والمواطنة،فأمام التحالفان العربي والإسلامي عمل كبير وضخم، من اليمن إلى سوريا إلى العراق إلى ليبيا إلى مصر وتونس..والعجلة دارت ولن تتوقف بإذن الله حتى تبلغ أهدافها.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها