المعمري ..المكافأة العادلة لتعز !
علي المعمري محافظا لتعز بقرار جمهوري ، اخر الابواب المفتوحة أمام مشروع تفتيت الجبهة الداخلية لتعز يغلقها هادي الان .
بينما تبدو المدينة الذبيحة في أمس الحاجة الى رجل يفهمها ، في زحمة اللصوص والجبناء والمتغابين؛ تبدو حاجة تعز الى رجل يمنع الكارثة في أن تتجلى بهيئة شخص أو جهة قد تنهال طعنا في خاصرة المدينة ؛ اكمالا لمسيرة الذبح ، هي الحاجة الاكثر الحاحا الان .
يمتلك علي المعمري شبكة علاقات واسعة وعميقة تمتد لتشمل سائر الأطراف السياسية والمكونات الجماهيرية والشعبية في مدينة تعز ، روح المعمري النقية تعبر عنها بيانات الترحيب وسيل التهاني ، ثمة اجماع يحدث الان بشكل مدهش حول الرجل ، وفي الواقع لا زالت تعز قادرة على منح ذاتها فرصة اخرى لتجسد النموذج الانيق لفكرة الاصطفاف ، سيحدث الامر عبر خلع نعال الانتهازية والتوجه الى الصلاة بخشوع واخلاص ونوايا شفافة خلف المحافظ المعمري .
تعاني محافظة تعز نزفا حادا .. منذ تسعة أشهر - وهي المدة التي قدم فيها الحوثيون الى المدينة لحرقها على رؤوس الاهالي - تعيش تعز حالة حصار ونزيف بلا توقف ، يلخص المشهد صورة ناصعة لكرامة تعز الخاصة، فقد سعت المدينة لبتر أول قدم حوثية تطأ منطقة الحوبان ، لأول مرة يمارس الحوثيون أعمال تنكيل وقتل للمدنيين ؛ حتى قبل أن يصلوا عمق المدينة ، وهو أمر يجسد الحقيقة السياسية لمدينة قررت أن تقاوم الارهابيين الحوثيين مع بلوغهم أول منزل يقع ضمن نطاقها الجغرافي .
سيقف رجل البرلمان اللطيف ، الذي أصبح محافظا لتعز على خرائب الحرب ؛ باحثا عن وسائل مجدية لمداواة جروح المدينة ، على النحو الذي يرضي أنفة السكان ، وكبريائهم ، ، لدى المعمري من الرصيد الوطني والنضالي ما يكفي للجزم بأن قرار تعيينه محافظا لتعز يعد انجازا مهما للمقاومة الشعبية ، ومكافأة عادلة لسكان مدينة هتفوا للشرعية والدولة في الوقت الذي كانت اسرابا طويلة من المبايعين تتدافع لتجثو على ركبتيها بمحاذاة قدمي سيد النازيين؛ طعما في نيل مودته وكسب رضاه .
من رحم تعز المتوقدة كفاحا؛ ولد علي المعمري ، فتيا بما يكفي ليعيد للمدينة روحها الفتية التي استباحت اجزاء منها جحافل نازية توقفت ثقافتها عند بني هاشم وبني عبد الدار ، جريئا بما يكفي ليضع سبابته في فوهة المدفعية الثقيلة ، صريحا بما يكفي ايضا للقول أن على العالم أن يتوقف عن دس رأسه في التراب ، وترك سكان تعز يواجهون مصيرهم في مذبح النازية الحوثية التي تجاوزت أشباهها عبر مختلف مراحل التاريخ .
حزمة من العوائق من المحتمل أن يصادفها المعمري على صعيد الداخل أيضا ، تاريخ طويل من الانتهازية والابتزاز ينخر مواقف بعض الاطراف هنا ،
لدى البعض عقيدة مصلحية يبني عليها مواقفه من كل شيء ، وسيحسب للمعمري تشييده مقبرة ضخمة في تعز للأجندة القذرة .. تلك التي تنتعش مع كل مرحلة تحول ؛ لتدوس على تضحيات المدينة تاركة غصة لا نهائية في حلوق الشهداء !
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها