لله وحده نسلم بالقداسة
ولدت المسيحية في فلسطين دينا يوحد الله ويفرده بالقداسة وبتعاليم حملها عيسى ابن مريم رسول الله على انها عادت من رحلتها نحو الغرب دينا اخر يقدس البشر ويرفعهم الى مصاف الآلهة حينا ويمنحهم حق النيابة عن الله من خلال موقع القيصر والبابا السلطتين المتحكمتين بالدنيا والاخرة حيناً آخر .
كذلك فان الاسلام ولد على مقربة من مهد المسيح كدين يوحد الله وينفي القداسة عن كل مافي الأرض عدا ماجاء من السماء على انه عاد من رحلته في بلاد كسرى بنسخة اخرى تقدس البشر وترفعهم الى مراتب الآلهة وبطبقة من النواب الذين أوكل لهم مهمة قيادة الحياة .
هناك علاقة طردية بين تقديس البشري وبين فكرة النواب عن الله فهذه الاخيرة ماكان لها ان تظهر في المسيحية في شخص قيصر ( سلطان الدنيا ) والبابا ( سلطان الروح ) لولا التمهيد لها بجعل المسيح ابن الله وتجريده من بشريته ومنح الحوارين ومن بعدهم القديسين إمكانية الاتصال بالسماء .
في الاسلام ماكان لفكرة الولي الفقيه النائب عن الله ان تتوسع لولا القداسة المممنوحة للمسيح وهو هنا الحسين وليس النبي محمد صلى الله عليه وسلم فهو الذي يدعونه في الملمات ( يا حسين ) .
لقد استطاعت النسخة القيصرية ان تستأصل دين المسيح بكل مسلماته التوحيدية وهو المصير الذي سيلقاه دين التوحيد الاسلامي في حال انتصرت النسخة الكسروية من الدين .
مواجهة هذا التوجه الخطير ليس بمجاراته بتقديس البشر بل بنشر أوسع لفكرة الوحدانية التي تعني ان الله هو وحده مصدر القداسة وان البشر متساوون في ممكنات الصواب والخطأ فالتوحيد هي الفكرة التي تمنح البشر الحرية التي يستحقونها نظرا لغياب الشخص المقدس الذي يخوض معهم منافسة على الدنيا .
مزيدا من التوحيدي تعني مزيدا من الحرية فليس بين الله وعباده وسطاء ولا نواب له على الارض.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها