إستعادة هيبة الدولة !!
قال وزير الخارجية عبد الملك المخلافي اثناء توجهه إلى جنيف سنذهب" لإستعادة الدولة" لم تكن عبارة مودع حين مغادرة، ولا فلتة لسان، في جنيف 1 كانت الدولة عبر ممثليها تبدو أدنى من ساقطة ، لان المعادلات على الأرض كانت لصالح الحوثي وزعيمه، وفريق الدولة المفاوض كان مفككا واقل كفاءة وليس لديه القدرة على تمثيل الدولة.
في جنيف2 كانت الأرض تتحدث عن بطولات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وعودة ميدي وحرض ونهم والجوف وصرواح إلى حضن الدولة، كان فريق التفاوض الحكومي ثقيلا فهناك وزير خارجية يعمل في المجال السياسي منذ أربعة عقود، الخبرة والكفاءة والقدرة على التفاوض والإقناع وتمثيل الدولة كان واضحاً وجلياً.
في الصورة التي عابها الكثير من الناس على أساس الحنق والدماء والغضب الخ، ما يوحي بغير ذلك ، فالسياسة ليست غضب ولا مقاطعة العدو ولا عدم مصافحته، هي احتوائه وإعادته إلى الصواب والحق والقانون وإلى حضن الدولة أيضاً ،ليلقى مصيره بحسب القانون وحده.
يقف المخلافي شامخاً واثقاً من نفسه ومن قدراته ومما قدمه طيلة الأيام الحوارية الستة، بينما يقف محمد عبد السلام منحنيا خاضعا أمام الدولة وممثل الدولة.
كيف لا وهو يعلم أن الجيش الوطني قد اقترب كثيرا من وكر عبده في مران، ومن مخابيء عفاش في صنعاء ، في ستة أيام حاسمة كانت هي الاثقل عليهم منذ بدء الحرب.
الخضوع للدولة هو الحل مهما كان دعم إيران أو غض الأمريكان للطرف، فالواقع تغير، ولا يمكن عودة أحلام الملكية الإمامية، ولا نسبة اليمن الحر لقريش النقيلة، سبتمبر العظيم وفبراير الغالي تعززهما مقاومة شعبية شرسة وإرادة أمة يمنية عظيمة تلهو بانكسارات الانقلابيين.
انحناء محمد عبد السلام أمام الدولة وأمام تعز التي اركعتهم وكسرت انوفهم شيء طبيعي، و نتيجة لانكسار وهم القوة و الانتصارات الوهمية التي منحها لهم جيش الطائفة الذي سلم أمره وامر البلد، انحناءة مران أمام المخلاف لها دلالتها القادمة من تعز وتجلت للعيان في صورة اختصرت جنيف2 وهي أهم مكاسب هذه الجولة.
إذا الدولة استعادت هيبتها ، وعودة هيبة الدولة أهم مؤشر على أن السلطة تسير نحو إستعادة الدولة،والمفاوضات في جنيف أو غيرها ليست سوى صورة مصغرة للمقاومة في الميدان.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها