حارب و حاور .. سُنة حوثية !!
كلما مر على مسمعي او وقع بصري او جال بخاطري كلمة (حوار) اتذكر مارثون الحوار الطويل في( موفمبيك) والذي افُتُتح بحرب وخُتم بحرب ومابين بدايته ومنتهاه كانت الحرب دائرة ، الحرب هنا كانت من طرف واحد ( اعتداء) على منجزات الجمهورية ( المريضة) ونهب مؤسسات الدولة (المرهقة) واستئصال ( الرموز الوطنية) [ السياسية ، العسكرية ،القبلية ...] لقد وقف الطرف الآخر موقفا مدافعا والمتمثل في القوات المسلحة للدولة ورجال القبائل الأول يدافع عن شرف الدولة بينما الآخر يدافع عن شرفه وعرضه وأرضه [ طبعا والحوار جار على قدم وساق في ( موفمبيك) واللجان الرئاسية ( المحايدة سلبا) تسعى بين المعتدي والمدافع ..
لم ينل الدولة من الهوان مثلما نالها اثناء حوار موفمبيك ، لقد كانت أقسى مرحلة مرت بها اليمن حين كانت تتهاوى قلاع الجمهورية وتُدك اسوارها الشمالية وتُصاد ليوثها ( اللواء 310 والعميد القشيبي انموذجا) بينما المتحاورون يرشفون القهوة ويلتقطون الصور ويتناولون ( البرجر و العصيد) مع ممثلي المعتدين ويُطلون من شرفات ( الموفمبيك) غير أن اطلالة المعتدين من تلك الشرفات كانت للاستبشار بوصول جحافل محاربيهم الى بوابات صنعاء واطباق الحصار عليها.
تم الاطباق على صنعاء وتم نهب مؤسسات الدولة داخلها( العسكرية والمدنية) وتم احلال المعتدين في كل مفاصل الدولة وتم تدمير واقصاء واختطاف كل معارضي ومناهضي المعتدين بل وحصار وتهميش رأس الشرعية طبعا والحوار ماض ورغم كل ذلك الارهاب والاضطهاد من المعتدي الا أن الطرف الآخر في الحوار والذي ناله الأذى كان يبدي تعقلا وصبرا رغبة منه في أن يكتفي المعتدي بما احدثه من خراب وحقنا للدماء الا ان ذلك التعقل والصبر ( فيهما نظر ) لم يزد المعتدي الا تماديا في غيه وشرها في الانقلاب فخرج عن النص الداخلي والخارجي وانحدر في كل الاتجاهات ليهضم بقية اوصال واشلاء الجمهورية في طيشٍ لم يحسب معها العواقب ولم يلتفت الى حجم الاضرار التي سيخلفها.
اليوم لربما ادرك من تناول ( البرجر و العصيد) مع الانقلابيين في موفنبيك ان تكتيك ( حاور وحارب) هو الانفع والاجدى مع هكذا جماعة منقلبة متقلبة وهو تكتيك مجرب ومضمون وخصوصا ان رعاة الحوار من الاشقاء والخارج معهم من الادلة مايكفي على تلكأ وتقلب الانقلابيين في تطبيق القرار الاممي 2216 وماعليهم الا المصداقية في دعم هذا التكتيك الجديد وعدم منح الانقلابيين اي فرصة لاستجماع قواهم المشتته عبر هدنة او الى ما ينادون به دوما ( دعوة طرفي الصراع الى ضبط النفس ) الا اذا التزم المعتدي بتنفيذ القرار الاممي دون شرط او قيد وبضمانات حقيقية كفيلة تحجزه عن التراجع او الخيانة و أن يقبل بتلك الضمانات المرابطون في ميادين الشرف والبطولة المنضوون في لواء ( المقاومة الشعبية) والذين قدموا التضحيات الجسام مع شرفاء القوات المسلحة تحت لواء الشرعية ..
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها