الحوثيون وأمريكا.. حب من طرف واحد..!
ما أثار اعجابي بالسفير الأمريكي السيد ماثيو تولر هو انصافه للحوثيين، برغم كل الدعاية التي يشنونها على بلده، وتسميتهم للعدوان بأنه "عدوان سعودي أمريكي"، وشعارهم الذي يرددونه صباح مساء يهتف بالموت لأمريكا، وسيارات السفارة التي نهبها الحوثيون من المطار قبل ان يعيدوها، والاعتداءات التي طالت بعض سياراتهم في نقاط تفتيش حوثية داخل صنعاء قبل اغلاق السفارة، ومع كل ذلك لم يتحدث عنهم بأي سوء.
الرجل تحدث عنهم باحترام، واكد على أنهم سيكونون جزء من العملية السياسية والسلطة القادمة، وأبدى اعجابه بمواجهتهم للقاعدة، لكنه اضاف أن تلك مهمة الدولة ولا يجب ان تتصدى لها جماعات من تلقاء نفسها.
السفير الجديد غير السفير السابق وعلى الحوثيين أن يستغلوا هذا التغيير ووجود سفير منفتح عليهم ولا يبادلهم الخصومة أو يدخل معهم في ملاسنات كما السفير السابق، ليغيروا سياستهم تجاه الولايات المتحدة الأمريكية ويلغوا شعارهم أو يحدُثوا عليه بعض التغييرات التي تجعله واقعياً ومتناسباً مع المرحلة ووضعهم الجديد.
المرحوم حسين الحوثي أطلق الشعار في مرحلة التدخل الأمريكي في العراق والكثير من البلدان الاسلامية، وقد ولى زمانه وانتهى مفعوله ودوره وبالأخص بعد أن أصبحت الحركة طرف فاعل في السلطة ولم تعد مجموعة اشخاص يحاضرون في المساجد ولا أعباء أو ضرر سيترتب على البلد نتيجة لأي شعارات سياسية يطلقونها..لكن الوضع تغير الآن.
الحوثيون ملكيين أكثر من الملك، فذلك الشعار السياسي أخذوه من إيران، ومع ذلك فقد تنازلت عنه ايران عملياً وانفتحت على الولايات المتحدة والتقى مسؤولين ايرانيين بأمريكيين اثناء المفاوضات النووية والتقطوا الصور وتبادلوا البسمات وقريباً ستعود العلاقات التجارية وبعدها الدبلوماسية بينهم وبين الامريكيين.
هل ينتظر الحوثيون أن تسبقهم إيران باستقبال السفير الأمريكي في طهران، وبعدها يستقبلوه في صنعاء، ليؤكدوا تبعيتهم لها مع علمي أنهم لا يتبعونها؟. أم يبادروا هم لتصحيح علاقتهم بالولايات المتحدة ويفتحوا معها حواراً باشراً؟.
أتذكر في افتتاح مؤتمر الحوار كيف حصل لنا ارتباك –نتيجة غياب الأستاذ صالح هبرة والتناقض في التعليمات- في التعامل مع وجود السفير الأمريكي، ومن ثم وقفت انا وطالبت بنقطة نظام ضد الدكتور أحمد بن مبارك عندما قال ان الحوار برعاية سفراء الدول العشر على اعتبار أن الحركة لن تدخل في حوار برعاية أمريكية اوربية سعودية اتساقاً مع شعاراها المرفوع، وحدث الاشكال المعروف بيني وبين الرئيس المنتهية ولايته هادي وعراكي مع حراسته، ولم المس أن قيادة الحركة أعجبت بما قمت به، مع أني قلت لهم اما ان تلغوا الشعار أو تتسقوا معه وتنسحبوا من أي مكان يتواجد فيه مسؤول أمريكي، فأنا أشعر بالحرج كوني ممثل لكم.....لم يجدوا إجابة...ولم اجدها أنا كذلك الى اليوم..
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها