شبكة إجرام وشائعات
لا تتحولوا الى أبواق إضافية للحوافيش .
ستحدث أخطاء بلاشك، و يجب معالجتها بصورة سريعة، لكن معظم ما يتم الترويج له، مرتبط بجهاز الحوافيش الدعائي.
لدى الحلف الميليشياوي، شبكة دعاية ضحمة تضخ الاكاذيب بلا توقف، تنكل بالإعلام، لمصلحة وظيفة بث الشائعات والدعاية السوداء، يديرها خبراء لينانيين وايرانيين واجانب.
بالتوازي ثمة شبكة أمنية تعمل في التفاصيل اليومية للمناطق والمحافظات التي تقع تحت سيطرة القوات الحكومية والمقاومة، لا تبث الشائعات فحسب، بل تصنع الوقائع ايضا، لتنفخ فيها الروح وتُسرَب الى حسني النية، فيتناولها هؤلاء الأخيرين، كحقائق لا جدال فيها!
تستغل هذه الشبكة، حالة الفراغ الناجم عن انشغال المقاومة، وسوء تنظيم وإدارة معركة شاملة ينقصها الاحترافية، فتبث الفوضى وتشيع اعمال القتل والاغتيالات والنهب فيلصق كل شيئ بالمقاومة!
هناك قصور واضح يسهل نشاط هذه المجموعات ببساطة، وبعضها يعمل تحت لافتة فصيل مقاوم هنا او هناك وهنا تكمن الخطورة، لأن من شأن هذا الاختراق إيقاعنا في الشراك ببساطة، وسيصبح الجميع ترسا في آلة الإساءة للمقاومة ، بما في 1لك المقاومة نفسها !. وقيادة المقاومة والجيش الوطني تتحمل جزءا من المسؤولية، لأنها باتت معنية عن كل ما يجري في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، وهذا يقتضي سرعة البدء بمعالجة هذه الظواهر بإخلاص، وأي تحرك جاد سيقود حتما لوضع اليد على طرف خيط الشبكة التي تدار من عصابة الحوافيش.
ان الخبرة المتراكمة لأجهزة امن وأستخبارات عملت باخلاص داخل دائرة مصالح ضيقة، وبنيت عى الولاء الشخصي والعائلي، بوسعها نشر الفوضى في كل المناطق، فقد اخترقت احزابا منظمة وجماعات في وقت الإستقرار النسبي، ومهدت لهذا الوبال الذي نعيشه اليوم بسلسلة اغتيالات، باتت وقائع تعرفها الامم المتحدة ولجنة العقوبات.
تبرز ضمن خبرات هذا الاخطبوط، وقائع قتل جماعي طالت حتى المساجد ودور العبادة وشهدتها صنعاء، كمجزرة مارس الماضي، إذ استخدمت للتو واللحظة، ودم الضحايا مازال ينزف، لتحشيد سياسي طائفي أعلن الحرب والتعبئة و" الجهاد" في اليوم التالي للواقعة، بصورة تشي بجلاء بمن يقف خلفها.
كانت الدعاية في ذروتها، ضد الدواعش ، الحملة التي هبطت فجأة من سماء النزاعات المجاورة، لتصبح جوهر خطاب الحوافيش. لقد كانت أستعارة حرفية من خطابات الجماعات الشيعية في العراق وسوريا ولبنان، وكان على هؤلاء الاتباع في "العاصمة العربية الرابعة التي اسقطتها طهران" استنساخ التجربة في صورة كربونبة بكل مرفقاتها وأعراضها الخاصة، فشهدت البلاد للمرة الاولى، عمليات " انتحارية" باحزمة ناسفة، ومفخخات في المساجد، بعد ايام فقط من فتح اجواء البلاد امام جسر جوي للطيران الايراني.
لاشك أن الطائرات حملت شحنات السلاح والخبرات، من عناصر الحرس الثوري والاستخبارات الايرانية، ذات الخبرة في تفكيك النسيج الاجتماعي، وتدبير المفخخات واختراق وبناء شبكات التنظيمات الارهابية، كداعش والقاعدة، جالبة كل خبراتها في العراق.
بدون الاضافات الإيرانية، فخبرات صالح وشبكته في هذا الشأن ليست باليسيرة وعلينا العودة لواقعة انفجار سيارة بصنعاء قبل نحو شهرين في حوش منزل قيادي مؤتمري لصيق بصالح، هو في الاصل ضابط أمن كبير،كانت تعد للتفخيخ !
بناءا على هذه المعطيات، ما الذي ستفعله أجهزة إجرام متمرسة، في مناطق تشهد قتالا ومعارك، وحالة فراغ أمني؟
اذا عدنا للإرشيف فسنعرف كيف انقضت الشبكة التي يديرها صالح وافراد عائلته، على كبار الضباط والقادة في مختلف الأجهزة العسكرية والامنية، في واحدة من اكثر التصفيات دموية التي طالت نحو مائة وخمسين ضابطا ومسؤولا رفيعا غير مرغوب فيهم، بعد تسليم عفاش " العلم " لهادي!
فعلت ذلك في وقت لم تكن البلاد تشهد حربا ، وكان هذا الكائن المريض، يمهد بتلك السلسلة من الاختلالات والتخريب للحرب التي يشنها وحلفه الطائفي على اليمنيين، منذ 8 أشهر متواصلة.
امتلك عفاش جهازا امنيا، تغلغل في كل التفاصيل، وكون أكبر شبكة مخبرين وأذرع صيد وقتل محترفة، تنشط بمجالات مختلفة بينها تجارة التهريب وحتى الدعارة !
هذه الشبكة مازالت تعمل بكفاءة في مناطق عديدة من البلاد، بما في ذلك عدن.
ومن أسف ان السلطة الشرعية والمقاومة، بطيئة في الاستجابة لحالة الانفلات، ولم تقم بأي إجراء عملي مطمئن حتى اللحظة، لمواجهة التحدي الأخطر. فالشروع في قطع أذرع عفاش التي تنتشر كإخطبوط، هو الإجراء الوحيد الذي سيبعث برسالة صارمة، وقد حان وقت محاسبتها والقضاء عليها.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها