صغاراً يصنعون التاريخ
"مقوت" "مقوت" "مقوت" … بهذا اللفظ وجه طلاباً اكبرهم لم يصل عقده الثاني أسوأ إهانة في التاريخ اليمني الحديث لرجل حاول جاهدا ان يقدم نفسه كحاكم لثورة وهمية وشعب يرفضه صغارهم قبل الكبار .
لم تمر هذه الحادثة عرضاً كغيرها من حوادث الرفض اليومية التي تتجرعها أسوا جماعة عكرت صفو اليمنيين ، لكن الحادثة تقلب الكثير من موازين اللعبة وستعطي الكثير من الدلالات .
طالما وصِفت العاصمة صنعاء بأنها تشكل أهم المدن الحاضنة لفكر الحوثيين الذي أوهمونا انه امتداد للمذهب الزيدي الهادوي ، لكن الحادثة اتت لتدحر هذا الاعتقاد ، فصنعاء هي اليمن المصغر ولاتعترف بهوية تجاوزها اليمنيون ولم تبقَ الا في أذهان الجماعة التي تجاوزها الفكر اليمني الحديث
في صنعاء يتزايد يوماً بعد يوم الرفض الشعبي للمليشيات لانها افقدت هذه المدينة المعنى المهيب للدولة ، واستنفذت الرصيد الرمزي الذي عاش فيه سكان صنعاء لعقود ، إضف إلى ذلك جملة ممارسات وانتهاكات شهدها أبناء المدينة ، ولازالوا يشهدوها يومياً بحق معارضي جماعة الحوثي إذ لم تستطع الجماعة تطمين احد خلال اكثر من عام ، ومرت الاشهر ورصيد الانتهاكات في تزايد وبالتالي ارتفاع منسوب الرفض للجماعة وممارساتها .
ظل المحللون والصحفيون والسياسيون لاشهر يلوكون حديثا عن الحاضنة الاجتماعية ، ثم جاء هؤلاء الصغار ليعلمونا الدرس الاهم وهو أن هذه الحاضنة وهماً صنعه هؤلاء ليجعلونا نعتقد بضعفنا امام تخليص صنعاء من قذاراتهم .
ابتداء من امس يجب ان يتغير حديثنا عن صنعاء وسكانها ، فطلاب مدرسة الكويت يمثلون صورة مصغرة للمجتمع الصنعاني الناقم والرافض والمقاوم .
منذ اليوم سيكونون صغارنا هم القادة ، وسيجبرونا ان نسير في ركبهم ونربت على اكتافهم الغضة ، وسيعلمونا دروساً اخفقنا ان نستوعبها .
قبل يومين حدثني شاعر مرموق يقيم في صنعاء ان تحت الرماد ناراًً ، وان سكان صنعاء قد بلغ لديهم السيل الزُبى ، واخبرني بالحرف ان سكان صنعاء س "يقنصون" الحوثيين من نوافذ منازلهم اذا احسوا ان وقت التحرك قد حان .
وقتها كُنت اظنُّ ان صديقي مبالغا، وان صنعاء مستسلمة ، لكن صغار مدرسة الكويت اكدوا لي ما تنبئ به صديقي ، وتنبوءات الشعراء لا تخيب .
منذ الامس سيفكر كثيرا محمد علي الحوثي الذي يصفه اتباعه بالدكتور !! ويصفه الشعب ب "المقوت" الف مرة قبل ان ينزل إلى الشارع وربما أصيب بعقدة الانطواء فالخطب كان جللاً ، والفضيحة مدوية .
نحن على موعد لتتغير الكثير من الاستراتيجيات ، والقادم غير ما مضى ، و بدأ يتبين الخيط الابيض من الخيط الأسود ، وسنسدل الستار على ليلة مظلمة تغوَّل فيها الآتون من كهوف التاريخ وسيكون لنا موعدٌ مع الفجر ، وستسطع شمس الحرية ، وسنكون سويا هناكً .
دمتم سالمين…
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها