من قتل نائف الجماعي؟
من قتل نائف الجماعي هو من قتل حميد القشيبي، هو من قتل جلال الرعدي، هو من قتل احمد الحرير، هو من قتل مبارك الشليف، هو من قتل احمد شرف الدين وهو من قتل عبدالكريم جدبان ... هو من لا تهمه الانتصارات الميدانية والتقدم الجغرافي فحسب، بقدرما يهمه القضاء على أهم القادة الميدانيين من رجال المقاومة، ثلاثة خطوط تحت "القادة الميدانيين" ، لأن رجال السياسة لا يمثلوا بالنسبة له أهمية كبيرة فرجال السياسة بدون قادة ميدانيين يتحولون إلى نوائح على وسائل الاعلام ومتوسلين على أبواب المنظمات الدولية التي تشاطرهم الشجب ولا تشاطرهم العمل هذا في أحسن الأحوال.
كلمني زميلي العراقي "وياريت نتعض مما جرى في العراق" أن الإستخبارات الإيرانية بعد سقوط نظام صدام حسين قامت بحملة تصفية واسعة وركزت وبشكل كبير على القيادة الميدانية الجامعة التي يلتف حولها الجميع، ولها تأثير شعبي، ومشهود لها بالنزاهة والكفائة، قتلت منهم الألاف وكما هو المعروف وبشكلٍ تلقائي أخذ رجال السياسة شنطهم الدبلوماسية مهاجرين إلى دول تحفظ لهم حرية الكلمة لا الفعل، حينها خلت الساحة الميدانية والسياسية للميشيات الشيعية التابعة لإيران، لتعبث بممتلكات وأعراض المجتمع العراقي وتنفيذ حملات القتل على الهوية أو الإسم، وهو ما دفع بعضهم إلى الإنظمام إلى جماعات متشددة بعد أن فقدوا الأمل في وجود قيادات معتدلة قادرة على توحيد صفوفهم والدفاع عن أرضهم وعرضهم.
لا ينحصر دور الاستخبارات الإيرانية في استهداف القيادات المناوئة لها فقط، بل تستهدف من يدعو إلى التقارب والحوار والتعايش من طرف الجماعات التابعة لها ولعل مايفسر ذلك هو مقتل البروفيسور احمد شرف الدين والنائب البرلماني الدكتور عبدالكريم جدبان " دعاة التعايش" ما من شأنه توسيع هوة الصراع بين الأطراف المتصارعة وتعميق الإنقسام بين أبناء المجتمع الواحد، لتصدر المشهد قيادات متطرفة من الجانبين وهذا ما تريده إيران في الوقت الراهن، فاستمرار القتال لا يخدم أحد في الداخل اليمني، غير أنه يخدم المشروع الإيراني في اليمن والذي يهدف إلى تشيُع أبناء المذهب الزيدي في اليمن كمرحلة أولى وفصلهم عن مجتمعهم اليمني " العربي" ومن ثم تحويلهم إلى أداة لتنفيذ مخططاتها الجيوستراتيجية ضد دول عربية أخرى كما هو حال حزب الله اليوم.
أما دور إعلام المقاومة في هذا الشأن فيكمن في تسهيل مهمة الإستخبارات الإيرانية في البحث عن القيادات الميدانية الفاعلة ورصد مكان تواجدها، عبر إعلام وإعلاميي المقاومة، وتقديم مادة موثقة وحية تحدد اسماء واماكن تواجد القيادات هذه، نا هيك عن الإتصالات المباشرة من بعض القنوات وطرح السؤال الشهير على الهواء مباشر " هل لكم أن تصفحوا لنا المشهد الأن وما هي أخر التباب التي تقفون عليها الأن؟ لا لشي عدا ما يسمى إعلامياً بـ " السبق الصحفي أو الإعلامي" الذي ربما ساهم في قتل الكثير من رجال المقاومة وكشف مخططاتهم، اللهم عليك بالسبق الصحفي، فإنه قد قتل خيرت رجالنا وأخر نصرنا.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن بعض المعارك هدفها الوحيد هو استفزاز القيادي المستهدف في تلك المنطقة للخروج إلى القتال فقط، وكل الحسابات مدروسة ومرتبة له واصابع القناصين على الزناد من كل اتجاه، والعين على ما يُقال في وسائل الإعلام وصفحات التواصل الإجتماعي التابعة للمقاومة لتحديد مكان تواجد المستهدف.
صحيح أنه لا فرق بين القائد والفرد وأن الناس سواسية كاسنان المشط لكن ذلك المفهوم لا ينطبق تماماً على العمل العسكري فالراحلة بألاف من الإبل في هذا المضمار، بصفتي كيمني حزين على خسارة اليمن خيرة رجالها، أدعو اصحاب لقطات السلفي والسبق الصحفي لممارسة هوايتهم مع من افتقدناهم كثيير هادي ومستشاريه وبحاح وحكومته... فهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، حتى من إيران نفسها.
والفارق بين أجندة المقاومة واجندة الحوثي وصالح في المعارك الميدانية، هو أن المقاومة تسعى إلى تحقيق إنتصارات ميدانية بصرف النظر عن خسائر الطرف الأخر، بينما يسعى الحوثيون وصالح إلى قتل أكثر عدد ممكن من قيادة المقاومة، وبالتالي تسقط المناطق بصورة سلسة كما حصل في الضالع بعد سقوط الهامة الوطنية التي هزت من هو خارج أرض المعركة قبل من يتوسطها.
الخلاصة أن من قتل القائد البطل نائف الجماعي هي خلية القناصة المتخصصة لقتل قياداة المقاومة الميدانيين ولن ينتهي الأمر عند مقتله، بل هو سلوك سيستمر ما أستمر نفوذ إيران في اليمن، فهل لإعلام المقاومة القيام بدوره في القادم وتخفيف المخاطر...
- باحث يمني
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها