الاشتراكي حينما يكون يمنيا!
الاشتراكي حزبٌ له دور بارز في وحدة اليمن لا ينكره أحد، وكانت له أخطاء سياسية وقع فيها مثلما وقع غيره الكثيرون، وذلك الاشتراكي القديم.. أما الاشتراكي اليمني الحالي فنحن نحبه ولكنه ليس كما نريد؟..
نحبه ونحب رموزه ومثقفيه ونعترف بجهازه الإعلامي القوي في التأثير وبخبرته في عالم السياسة ولديه عدد كبير من الكوادر الفاعلة، ولكن ما يمنعه من النجاح هو الماضي الذي لا يزال الاشتراكي مصراً على التمسك به.
عندما يفكر الاشتراكي ويطرح قضايا الحاضر والمستقبل، فإنه يصبح صالحاً للمستقبل ولديه من الحب والقبول الكثير من الجماهير، أما عندما يربطنا بثارات وحسابات الماضي فإنه لا يفعل لحاضرنا إلا الإعاقة ولن يصل..
وعندما يؤمن الحزب الاشتراكي أنه يمني فقط، فإنه سيكون ناجحاً فعلاً وصالحاً للمستقبل، إما عندما يصر على وصايته على جزءٍ من الوطن ويعمل من صنعاء لكسب الشباب للعمل معه من أجل دعم مطالب الحراك الجهوية فهو حزب غير صالح في لحظة الاختبارات الوطنية العظيمة بقدر ما هو فاعل في السياسية..
الاشتراكي الآن عبارة عن قيادات وناشطين في صنعاء وبعض المحافظات وهو يحول نشاطهم جميعاً لإرضاء ومجاملة مطالب بعض الحراك، مع أن هؤلاء لا يريدونه وهو يعرف ذلك.. لكن المسألة بالنسبة إليه أشبه بالجرح والتحدي، ويريد أن يحسن صورته هناك بمحاولة تحقيق ما يمكن من المطالب، على حساب مشروعه كحزب على طول اليمن وعرضه..
لو فكر الاشتراكي بالوطن كيمن كأن ليس هناك من الماضي أي شيء، فإنه سينجح نجاحاً باهراً.. أفضل من هذه الحالة التي لا تجعل لوجوده فائدة في اليمن كيمن، ولا تعود عليه بأية مكاسب فيما يسميه "جنوب"..
الاشتراكي الذي قاد اليمن إلى الوحدة ورفض الفيدرالية يوم أن كان وحدوياً يحاول الآن أن يتدارك جرحه بمحاولة تمثيل مطالب الحراك الذي تعداه، وهو بالتالي يقود نفسه إلى الخسارة لأنه لن يكسب الشمال ولا الجنوب.. وحتى لو قطع خطوات في إقناع بقية الأحزاب بالقبول بشروطه التي يظن أنها ستعيد له الاعتبار من آثار الماضي.. إلا أنه سيفشل في النهاية عندما يكتشف الشعب أن الاشتراكي لا يحمل هماً وطنياً جامعاً بل يحاول أن يدفع الحزب كله ثمن خطأ بعض قيادته في الماضي..
الدكتور ياسين يكاد يكون أكثر الشخصيات اليمنية شعبية وذلك بسبب ما عُرف عنه من المواقف الوطنية، وقد قال أحدهم يوماً إن الدكتور ياسين لو تقدم للترشح داخل حزب الإصلاح لنافس قياداته وحاز على ثقتهم، وفي الفترة الأخيرة كان الدكتور ممن وقفوا من أجل أن يكون التمثيل في مؤتمر الحوار على أسس شطرية، وهو بذلك يحاول إرضاء الحراك دون جدوى..
الخلاصة التي نقولها للاشتراكي ولأي حزب يمني إنه سيكون كبيراً كلما كان بحجم اليمن فقط، مثلما أن المؤتمر الشعبي لم يكن بحجم اليمن فقد سقط، وأي حزب لا يعمل بحسابه الوطن كل الوطن والمواطن أي مواطن نصب عينيه فإنه إلى فشل.
اليمن الجديد يحتاج لأن ندخله غير محملين بآثام الماضي السياسية مهما كانت، والحقوق تؤتى من أبوابها، لأن أبواب الماضي لا تصمد وإذا اكتشف الشعب أن أي من القوى السياسية فرطت بوطنه وداهنت من يرفضون رفع العلم الوطني فإنه لن يغفر لهم.. فالمنعطفات التاريخية هي المختبرات الحقيقة للفرز.