دمت تدفع ثمن الجغرافيا
المقاومة الشعبية بدمت تتصدى ببسالة لمحاولة تقدم فاشلة للحوثيين وتكبدهم خسائر بشرية بخلاف الأسرى وتقدم في سبيل الدفاع عن الضالع(مركز المحافظة)شهداء وجرحى قبل أن يكون دفاعها عن نفسها وأرضها.
مقاومة دمت ومريس وجبن شاركت بدور كبير لا يمكن إنكاره في قطع خطوط إمداد الحوثيين وقوات صالح إلى مدينة الضالع في البداية ثم تطور الأمر للمشاركة في القتال حتى تحرير مركز المحافظة وبقية المديريات التي كان فيها تواجد للانقلابيين.
وعلى الرغم من تطبيع الأوضاع بتعيين محافظ وممارسته لعمله إلا أن المقاومة في دمت لم تأخذ راحة وتضع السلاح جانبا وإنما ظلت في حالة جاهزية ويقظة وتأهب واستعداد تحسبا لأي مغامرات جديدة للانقلابيين وأثبتت محاولة اليوم الفاشلة للحوثيين أن قراءتها للأحداث صحيحة وعميقة.
ولهذا شهدنا في الأيام الماضية عروضا عسكرية للمجندين بالجيش الوطني تعبر عن جاهزية لأي سيناريو محتمل.
الحوثيون أرادوا إحراز أي تقدم على الأرض للقول إنهم سيطروا على مديرية جنوبية بحكم تبعية دمت إداريا للضالع ضمن محاولاتهم المتعدده هنا وهناك لتسجيل اختراقات خاصة في المحافظات المحررة مثل محاولاتهم التقدم نحو أبين عبر مكيراس لتقوية موقفهم التفاوضي بمؤتمر جنيف2 المقرر عقده منتصف نوفمبر الجاري.
الرسالة التي أراد الحوثيون إيصالها لكنها فشلت هي أنهم قادرون على العودة للجنوب وإن كان هذا صعب عمليا عدا نصر إعلامي ليس إلا وكذلك محاولة لإشفاء ما بصدورهم من قهر ووجع من قدرات رجال المقاومة وجنود الجيش الوطني التي تبث عروضهم العسكرية الرعب لدى الانقلابيين المهزومين.
دمت وجبن تدفعان ثمن موقعهما الجغرافي بمعاناة سكانهما عند محاولتهم الدخول إلى الضالع لقضاء احتياجاتهم من المشتقات النفطية والغاز والسفر إلى عدن من خلال تعرضهم للتقطع والمنع من قبل من يسيئون لمقاومة الضالع ويتنكرون لما قدمه أبناء هاتين المديرتين من تضحية بشرا ومالا في التحرير.
المديريتان تابعتان للضالع ويجب التعامل معهما على هذا الأساس دون النظر للاعتبار الجغرافي الضيق الذي لا يخدم أصحاب الضالع ولا مقاومتها إن لم يقدم خدمة مجانية للانقلابيين للتشفي بمناضلي هاتين المديرتين وهم يتعرضون لظلم وجور غير مقبول.
دمت تحمي الضالع قبل نفسها وإذا تجاوزها الانقلابيون سيكون ما بعدها أسهل ولا يظن أولئك المأسورين للمشاريع الخاصة أنهم بمأمن إن لم يقفوا مع رجالها الذين يدافعون عنهم قبل أن يندموا حين لا ينفع الندم.
ونثق أن المحافظ فضل الجعدي يتعامل مع جميع المديريات بنفس النظرة والمسؤولية ولن يقف مكتوف الأيدي إزاء أي محاولات تعمق معاناة سكان هاتين المديرتين أو غيرهما من أي جهة وهذا هو واجبه ومسؤوليته قبل أي شيء.
انظروا إلى دمت كمديرية تابعة إداريا لمحافظتكم قبل الجغرافيا إن كنتم لا تقدرون جمائل أبنائها ومواقفهم البطولية معكم والأخلاق ومبادئ المقاومة مع أننا لن نفقد الثقة والأمل بكم.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها