عفوا ناطق الرئاسة!!
الصديق العزيز أسامة الشرمي "ناطق الرئاسة".. أن تنتقد "فتحي بن لزرق" لأي سبب من الأسباب، فهذا من حقك، لكن أن تفعل ذلك لمجرد أنه انتقد الرئيس، فهذا موقف ليس متزنا على الإطلاق، وإذا كان لأي مواطن الحق بأن ينتقد الرئيس في ظل أوضاع جيدة، فكيف بالأمر في ظل الأوضاع التي نعيشها، وأعتقد أنها لا تخفى عليكم.. وأن تفتتح هجومك على الرجل بعبارة "عندما ينهار المثقف الجنوبي"، فما أعجب وأغرب أن يكون موقف المواطن من الرئيس هو المقياس الذي تقيس به ارتفاع المواطن وانحطاطه وانهياره!!
لك بالإصلاح والإصلاحيين علاقة قديمة، وبينك وبين كثير من قياداتهم صداقة ومعرفة وصحبة جميلة، وقد سمعت أكثر من شخص منهم يذكرك بخير ويشيد بك، لكن الفرق بينك وبينهم في هذه النقطة فرق كبير، فكم كتب فتحي بن لزرق في الإصلاح وكم انتقد الإصلاح، لكنه –وعلى امتداد سنين- لم يتعرض لأي رد من أحد قيادات الإصلاح أو وصف جارح كهذا الذي وصفته به أنت بعد أسبوعين فقط من ظهورك بصفة "الناطق باسم الرئاسة"!!
وبالمناسبة، تحدثت قبل أيام أيضا عما أسميته "هدية الإصلاح" التي قلت إنها " 1000 جندي غبي"، في إشارة منك إلى الجنود السودانيين الذين وصلوا عدن.
ويا ترى، بأي شرعية دخل هؤلاء الجنود السودانيون إلى عدن وبأي شرعية يتواجدون فيها..؟ أليس بشرعية العمليات العسكرية للتحالف العربي التي طلبها الرئيس هادي نفسه!؟ وأليس الرئيس هادي هو الرئيس الذي تتحدث باسمه!؟
ثم ألا تتوقع عواقب سيئة لحملة التحريض على الجنود السودانيين التي لم تتورع عن المشاركة فيها!؟ وألا تخشى وأنت تخترم شرعية هذا الدور السوداني أن ينسحب موقفك لدى الرأي العام والخاص على بقية أطراف التحالف!؟ وأليس الطعن في شرعية وجود أي طرف في التحالف يعني الطعن في ذات الوقت بشرعية عمل الأطراف الأخرى، لأنها شرعية واحدة لا تتجزأ..!؟
الزميل العزيز أسامة الشرمي، نعلم جميعا أن كل العمليات العسكرية للتحالف تصدر عن قيادة مشتركة واحدة بقيادة المملكة العربية السعودية، مستمدة شرعيتها من طلب السلطة اليمنية الشرعية ممثلة برئيس الجمهورية "عبدربه منصور هادي"، وأنه لا مجال للحديث عن تفرد أي طرف في هذا التكتل في اتخاذ قرار ما بعيدا عن هذه القيادة، ولن أقول: عندما ينهار المثقف الرئاسي يتلاعب بهذه المسلمات السياسية، فيغدو كالصديق الذي يضر صاحبه من حيث أراد أن ينفعه!!
بعد انطلاق عاصفة الحزم، أجرت معي جريدة "المصري اليوم" حوارا صحفيا بصفتي متحدثا باسم حزب الإصلاح (أعادت نشره في موقعها في 13/ ابريل/2015)، سألني الصحفي المحاور إن كان هناك ما يمنعنا من التعاون مع الجيش المصرى؟، فأجبته: لا أفهم كيف يمكن تعاوننا كحزب سياسى فى اليمن مع أى جيش فى دولة أخرى، وإذا كنت تقصد مشاركة الجيش المصرى فى العمليات العسكرية لـ"عاصفة الحزم" فموقفنا من الجيش المصرى مشمول بموقفنا من عمليات عاصفة الحزم.
أسرد هذه الفقرة القديمة لأثبت أن كلامي هنا عن القوة السودانية التي وصلت عدن ليس موقفا طارئا، ولا دفاعا عنها، ذلك أن الرئيس هادي هو من طلبها ومنحها شرعية التدخل، وهو والناطق باسمه المعنيون بالدفاع عنها وعن شرعيتها.. وإذا كان ناطق الرئاسة لا يعرف أن الرئيس هو من طلب تدخل دول التحالف فهذه مشكلة رئاسية بحتة وليست مشكلتي ولا مشكلة فتحي بن لزرق!!