الطريق سالك
كان اتصالا وديا مع صديق لطيف يجلس حاليا في البيت فجهاز الأمن القومي الذي يعمل فيه توقف عن العمل، الا سيرفرات الأمن القومي المركزية مازالت تعمل من غرفة خرسانية أرضية في دار الرئاسة لم يتم قصفها إلى الآن من قبل قوات التحالف، في تلك السيرفرات خريطة واقعية لكل البلاد تحدد كل متر مربع بدقة متناهية،تم تنفيذها من قبل شركة اجنبية استخدمت الطائرات في عمليات التصوير.
لا أحد يستطيع تحديد المواقع العسكرية والمدنية بدقة متناهية في اليمن مالم يدخل تلك الغرفة ويتحكم في تحديد الإحداثيات، فصاروخ توشكا الشهير الذي ضرب في صافر مارب مجموعة من قوات التحالف بدقة اخذ إحداثياته من السيرفر الرئيسي في دار الرئاسة، وكذلك ضرب مقر الحكومة في عدن.
لا خرائط جوجل ولا الشرائح تستطيع جلب التصويب المتناهي في الدقة، وكل الأحاديث عن الشرائح واستخداماتها مضحكة لأنها غير دقيقة 100%، فالخرائط الدقيقة كلفت خزينة الدولة مليار دولار تقريبا.
ضباط يتبعون هادي استلموا غرفة التحكم والخرائط بعد توليه الرئاسة،ويعلم هادي وضباطة مكان الغرفة بالتحديد، ومع ذلك يتم تبادل الاتهامات عن وجود خيانة في الجيش الموالي للشرعية ، لابد ان ضباط هادي أيضاً مصابون بالغباء الفطري..
اخبرني صديقي يومها أيضاً ان المخلوع صالح لم تعد لديه الكلمة فيما يجري من معارك، فكل شيء صار عند الحوثي والأمر أمره، صالح لديه اتصال ببعض القادة والضباط الذين ليس لهم الآن من الأمر شيء.
في مقابلة المخلوع الأخيرة مع الميادين والتي بدأ كما لو أنها "مقابلة مودع" قال نفس الكلام أن الأمر ميدانيا صار بيد الحوثي، "ولو كان الأمر بيدي لتغيرت الأمور فهم يعلمون من هو علي عبدالله صالح".
عندما سألت صديقي عن أيدي ضباط إيرانيين في تسيير المعارك في اليمن ، أخبرني أنه لا وجود فعلي للإيرانيين ، فهناك كوادر للحرس تقوم بكل شيء ، ولا يوجد الان احتياج فعلي لضباط إيران، وبالمناسبة صالح في مقابلته قال هذا الكلام صراحة أنه لا وجود لايرانيين في اليمن.
هو بالطبع لم يكن يتحدث عن نقائل الطبري وحسن زيد وبيوت الصهب أصحاب العيون الخضر والشعور الشقراء من الذين نزحوا الى اليمن في القرن السادس عشر واستقروا في صنعاء، وحسنوا نسلهم الديلمي الإيراني والطبري إلى قرشي، فقريش اكبر من يبيع الوهم والنسب في العالم اليوم، صالح كان يتحدث عن عدم وجود عسكر إيرانيين في اليمن.
تصريحه هذا يحتمل معنيين الأول رسالة عسكرية مشفرة لقوات التحالف أن الطريق إلى صنعاء سالك، والمعنى الثاني هو تطمين على شكل فخ، انا أميل إلى الأول لان صالح قال حرفيا ان الجيش لم يعد موجودا وان بعضه متواجد مع المليشيات التي يسميها اللجان الثورية ، فالطريق من مارب إلى الحتارش صار مفتوحا.
تطابق كلام صديقي ضابط الاستخبارات قبل اكثر من اسبوعين مع كلام صالح أول أمس لا يدهشني، فطالما تلقيت رسائل تحاول ان تجعل مني منصة لاطلاق الشائعات الملتبسة لاني سريع الكتابة والنشر ، إلا أني صرت مؤخرا غير آبه بالنشر أصلاً، فأنا الآن كما يقول نزار : " أصدّقُ كلَّ ما قالَ النبيذ.. وربعَ ما قالتهُ مايا".