14 اكتوبر..ثورة التحرير الوطني الشامل
- شقت ثورة ١٤ أكتوبر 1963م المسار الوطني الاكيد نحو عملية إنجاز التحرير الشامل للوطن ، لتعلن في إنبلاجها أن اليمن المولود من مخاضات الكفاح الوطني الدؤوب ومن رحم الإرادة الثورية اليمنية بدأ يتشكل راسما مساره نحو اكتمال وحدته أرضا وإنسانا ولملمة شتات هويته الوطنية التي ظلت رغم شتاتها محتفظة بحضورها في الوعي اليمني العام وفي ذاكرة النضالات الوطنية المستمرة، فقد كانت تتمظهر هوية اليمنيين الموحدة على شكل تعبيرات وجدانية وأحاسيس وطنية وتاريخية بعثتها أحلام قديمة وتطلعات حديثة بمستقبل وطني اجمل مرتكزا على الهوية اليمنية الموحدة كمتلازمة أساسية للنهضة، اذ ان اليمنيون باتوا اكثرا إيمانا بان الهوية والوحدة هما أساس اي نهضة مأمولة ...
ففي حين أنجزت ثورة ٢٦سبتمبر فعل الخلاص من الكهنوت الأمامي الرجعي البائد،انجزت ثورة ١٤ أكتوبر فعل الخلاص من الاستعمار البريطاني البغيض،ولولا قيام الثورتين لما تحققت الوحدة اليمنيه والتي من اجلها ضحى الشعب اليمني بالغال والرخيص، وكانت تقف وراء كل فعل ثوري وحركة نضالية وثورة ناجزة، فقد كانت ثورة ١٤ أكتوبر نتيجة طبيعية لثورة ٢٦سبتمبر وبقيامها رسمت معالم البدايات الوطنية لتحقيق تطلعات اليمنيين تتويجا ووفاءا لأحلام ونضالات وتضحيات الثوار في شمال الوطن وجنوبه.
ومثلت ثورة 14 اكتوبر المجيدة انتصارا جديدا للشعب اليمني ومصدر فخره واعتزازه، وبداية انطلاقه نحو تحقيق تطلعاته في الحريه والكرامه والعدالة الاجتماعية والنهوض الحضاري الشامل.
ولقد مرت الوحدة اليمنية عقب قيامها بجملة من التحديات أفرزها نظام الفشل الاستبدادي العائلي الذي تمخض وجوده ونقيضه عن حرب أدت الى شرخ في النسيج الاجتماعي الوطني ظل يتنامى مع استمرار نظام الفشل بإدارة البلاد بعقلية لاوطنية من خلال تنمية الأزمات وتجويع الشعب وإنفاق ثرواته لشراء الولاءات اللازمة لانجاح عملية التوريث والتمديد في الحكم ..مستخدما شتىء الوسائل القذرة لتحقيق ذلك الحلم المنحرف.. بيد أن اندلاع الثورة الشبابية الشعبية السلمية في11 فبراير2011م عصفت باحلامه، الامر الذي دفعه الى التحالف مع أعداء الحريه،الذين يتغذون من وعي ذاكرة الهزيمة القديمة الحقد والانتقام وأوهام العودة لاستعباد الشعب تحت شعارات عنصرية تستبطن العلو والاحتقار لشعبنا اليمني العظيم، والأنكى ان الحركة الحوثية لم تعد خطرا على اليمنيين فحسب بل على الامن العربي والإسلامي، لما تمثله من اداة ناجزة تحركها أصابع الاستخبارات الإيرانية وحرسها الثوري الذي يقتل اليوم أبناء امتنا في العراق وسوريا ولبنان،فهي حركة منحرفة في معتقداتها وسلوكها وقيمها وأخلاقها.
لقد فعل الحوثيون بالشعب اليمني كل أفاعيل الاجرام والقتل والتفجير والهدم، وجعلوا خارطة الوطن حمراء قانية بالدم والحزن، لكن شعبنا اليمني العظيم تصدى لها بوعي وطني قتالي موحد، ومارس عملية استنزاف مبدع ضدها، وأوهن قدرتها على إنجاز أحلامها المنحرفة وجعل الارض تنبت من تحتها يقين المقاومة القاهرة ونبض الخلاص الوشيك.
ان المسافة بين الحلم والواقع غدت اليوم قصيرة وباتت انفاس سلالة الإمامة في صيغتها الإيرانية الحقودة معدودة،وهي توشك على الانتهاء لتنتهي معها معاناة الشعب اليمني من إجرامها الحقير،وما مارسته من دموية لم يسبق لها مثيل في تاريخنا القديم والمعاصر .
غدا ستعلوا راية اليمن الواحد خفاقة في كل جبال وسهول ووديان الوطن، وغدا نحتفي باذن الله بنصر من الله وخلاص قريب ..
غدا سوف نعيد بناء اليمن الجديد ونغرس فيه فسائل الخير لتنعم بها اجيالنا القادمة ..
................................
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها