مؤتمر الحوار.. تخوفات مشروعة
ما يسميه السياسيون هذه الأيام الحوار الوطني لا اثق ابداً أنه سيوصل اليمن الى بر الأمان في ظل المعطيات القائمة وحرص جميع الأطراف على التسابق على الحصة الأوفر من المقاعد وكأن مؤتمر الحوار المزمع انعقاده مجلس نواب أو شوري يناط به اتخاذ قرارات سيادية لصالح الطرف الأكثر تمثيلاً .
إن اردنا تجاوز العقبة وتحقيق نتائج افضل من الحوار الوطني يجب على القوى السياسية التعامل مع مؤتمر الحوار كمؤسسة مناط بها اخراج البلد الى بر الأمان والذي يجب بموجبه أن تلغى كل التوجهات السياسية للمتحاورين ويخرج الكل بصيغة توصل البلد بسلام الى مرفأ التطور والتقدم .
شخصيا لست متفائلا بنجاح المؤتمر الا في حال تغيير كل المشاركين لقناعتهم وذوبان التمايز السياسي اثناء الحوار .
السيناريو الذي اتوقع أنه سيحدث إن لم تختلف المعطيات القادمة هو التحاور على قضايا محسومة يتم املائها عبر القوى الدولية والوسطاء الدوليين والاقلييين والضغط على جميع الأطرف للقبول بها كما حصل اثنا توزيع المقاعد للمشاركين في المؤتمر .
في هذه الحالة سيخرج المجتمعون من المؤتمر بصيغة معدة سلفاً شأنها شأن مؤتمرات القمة العربية التي يتم صياغة البيان الختامي فيها قبل الانعقاد وتصبح القمة مارثون خطابي لاغير .
الأخطر في هذا السيناريو هو مدى التزام جميع الأطرف بتنفيذ ما سسيتم اقراره إذ سينظر كل طرف أنه لم يكن ممن اتخذ هذه القرارات وهذه الفجوة قد تؤدي إلى انتكاسة في السير في طريق المصالحة وبناء اليمن الجديد .
أما المخرج الذي اراه أن تتفاعل القوى السياسية بإيجابية مع المؤتمر وتتقدم ممثلين لها قادرين على التجرد من الانتماء والإخلاص للوطن حينها تصبح قضية الحصص وعدد الممثلين لكل قوة سياسة غير ذي اثر في قرارات الؤتمر .
ادعو كل القوى الممثلة في مؤتمر الحوار الى تغليب مصلحة الوطن وتقديم ممثلين قادرين على التحاور والنقاش بعيد عن الصراعات السياسية ما لم فاعتقد أن الحوار الوطني سيحكم عليه بالفشل قبل أن يبدأ.