في الطريق للحوار الوطني
على الرغم مما يعتور طريقة الإعداد للحوار الوطني في نظر البعض من أخطاء و عيوب، فإن الحوار من حيث المبدأ يظل هو الطريق الوحيد لحل جميع الخلافات وتسوية كل الإشكالات التي نجمت في الفترة الماضية و تراكم بعضها فوق بعض حتى بدت أوضاع البلد معها عصية على الحل، ذلك أن الحوار يعني أن يسمع الجميع للجميع، أن يطرح كل طرف رأيه و رؤيته بوضوح و شفافية، ومن خلال ذلك يتسنى لكل القوى المشاركة أن تمارس حقها في الطرح و التعبير عن موقفها من الأوضاع العامة للبلد سواء في الفترة الحاضرة أو المستقبلية.
تبذل الجهود من قبل الجهات المختصة الإعداد و التهيئة للحوار الوطني، ومعها نلاحظ دعم المجتمع الدولي إقليميا و دوليا لهذه الجهود و من أعلى المستويات، ولعل في مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة و الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج دليل واضح على ما تحظى به عملية الحوار و الترتيب لها من دعم و رعاية و اهتمام، ولا يعني ذلك أن ما يبذل من جهود في مرتبة الكمال والجودة بحيث يصبح أكبر من النقد و الملاحظات من كل يحرص على إتمام الحوار و مؤتمره المرتقب بالشكل الذي يكون ملبيا لحاجة اليمنيين و محققا لطموحاتهم و ضامنا حقيقيا لإنجاز عملية التغيير و الانتقال السلمي للسلطة وفق ما أكد عليه الشعب حين قرر الانتصار لثورته، و بارك العالم أجمع هذا التوجه و أبدى مساعدته و دعمه و تأييده لتحقيق ما يصبو إليه من أهداف سامية، قدم الغالي و ا لنفيس في سبيل تحقيقها و سقط خيرة أبنائه من كل أرجاء الوطن من أجل تلك الأهداف النبيلة التي لم يعد بمقدور أحد أن يتنازل عنها أو يتجاوزها.
و هنا تحضر بعض الخطوات الضرورية للإعداد و التهيئة حتى تطمئن جميع القوى للمشاركة الفاعلة في الحوار بعيدا عن الشك و الريبة و التوجس و التربص، ذلك أنه في حال أنجزت الجهات المعنية تلك الخطوات التي لابد منها سيصب ذلك بدون أدنى شك في خدمة الحوار ومخرجاته و يقطع الطريق على تلك القوى التي يحلو لها العبث بكل شيء جميل، إما بتعطيل أي خطوة للتقارب و الالتقاء بين مختلف المكونات و الأطراف الفاعلة والمؤثرة سياسيا و اجتماعيا أو بمحاولة إفراغ تلك الجهود الطيبة من مضامينها الوطنية بغية السيطرة على أكبر قدر ممكن من المصالح الشخصية الضيقة و تحقيق بعض ما تسعى إليه من إثارة الفوضى و التحريض على العنف بمختلف أشكاله، و نحن لا ولنا بين فترة و أخرى نرى و نسمع شواهد تلك الأحداث والحوادث التي لا يستفيد منها سوى بعض المرضى والمصابين بداء الحقد على البلد بمن فيه ورغبة الانتقام من الجميع.