الاثنين 19 نوفمبر 2012 09:20 مساءً
تعز.. قلب اليمن النابض
موسى العيزقي
1)
استبشرنا خيراً عندما عُين الأستاذ شوقي هائل محافظاً لمحافظة تعز،وأطلقنا العنان لأقلامنا..حيث أمتلئت صفحات الجرائد ومواقع التواصل الاجتماعي، والمواقع الإخبارية، بالكتابات المعبرة عن الرضا الكبير لهذا القرار..وقد كنتُ واحداً من أولئك المندفعين، حيث كتبتُ مقالاً شبهت فيه شوقي بمهاتير محمد، فيما ذهب زميل أخر إلى وصفه بفارس الحالمة، ومشروع الرئيس القادم، وهكذا تفاءلنا خيراً بالأستاذ شوقي على أساس إنه سيُعيد الاعتبار إلى محافظة تعز، لكن ما حدث إلى الآن هو عكس ذلك تماماً، فالأوضاع لا زالت تراوح مكانها، والفاسدين العابثين والقتلة المجرمين الذين أراقوا دماء المواطنين لا زالوا يحتفظون بمناصبهم، بل ويحضون باعتبارات وامتيازات خاصة،وكأنه لم يجري من الأمر شيئاً..
(2)
إن الحديث عن فشل شوقي هائل في الوقت الراهن بإعتقادي حديثٌ سابقٌ لأوانه، فالوقت لا زال متاحاً أمامه لإحداث التغيير المنشود.. لكن الأمر يحتاج إلى إرادة قوية، واستقلالية تامة في اتخاذ القرارات..فعلى ما يبدو هناك من يعرقل عمل المحافظ ويسعى إلى إظهاره بمظهر الرجل الغير مناسب مع إن الواقع يقول عكس ذلك تماماً، لكن كما أشرت الأمر يحتاج إلى تحرر شوقي من قيود الزمرة التي تحُيط به، والتي تقدم نفسها على إنها الوفية والمخلصة.. خصوصاً وقد ظلت لسنوات تمُسك بتلابيب الأمور في المحافظة، وتسّيرها كيفما تشاء، وحيثما تشاء..
(3)
إننا عندما ننقد الوضع فإن ذلك لا يعني أننا من مقتنصي الفرص، أو ممن يصطادون في المياه العكرة.. فجميعنا يُدرك خطورة المرحلة، ويدرك ايضاً الظروف الاستثنائية التي تعمل فيها معظم مؤسسات الدولة، لكننا نرُيد فقط أن نذكر مسئولينا بضرورة بذل المزيد من الجهود، ووضع الحلول والمعالجات الممكنة للعديد من القضايا والمشكلات المزمنة، ومنها الأوضاع التي تعيشها المحافظة الحالمة، وقلب اليمن النابض( تعز)..كون الأخ شوقي مشهود له بالقدرة والكفاءة وهذا ما قد يمكنه عمل ما بوسعه لصالح المحافظة، وأبنائها الحالمون، لان تعز تحض بمكانة كبيرة وسط قلوب اليمنيين باعتبارها المحافظة الملهمة التي انطلقت منها شرارة الثورة الشبابية السلمية، والمدرسة الرائدة التي أخرجت الأجيال المتعاقبة،المسلحة بالعلم والمعرفة ..
(4)
إن على المحافظ شوقي هائل الاستفادة من الأخطاء السابقة، واستغلال عامل الوقت والتأييد الجماهيري الذي حضي به، وان يشرع فوراً بإصدار قرارات جريئة وعاجلة..قرارات تقصي كل من له علاقة بتردي الأوضاع الأمنية والمعيشية بالمحافظة، كما وعليه العمل وفق قاعدة ( وضع الرجل المناسب في المكان المناسب) بعيداً عن التوجهات الحزبية، والولاءات الشخصية الضيقة، والنزوات الفردية، والتجاذبات السياسية، فتعز بحاجة إلى قيادات وكفاءات قادرة على إدارة المرحلة الاستثنائية الراهنة..