ثورة قاهرة للصعاب
للثورة وظيفة رئيسية ومحددة هي التغيير، ومحاولة اختزال الفعل الثوري في البحث عن مكاسب أو تربيطات من خارج هذه العملية (التغيير الجذري) هو اعتساف يخل بفكرة الثورة ويعرضها للخطر.
- الأحلام التي ترافق الثورات أو تولد داخلها هي أحلام ترتبط بحياة الملايين من الناس أصحاب المصلحة العليا في التغيير وليست محض أحلام أو تطلعات شخصية كما يتصور أو يتوهم البعض.
- تتعرض الثورات لمحاولات اجهاض متعددة أو محاولات منع من الوصول إلى أهدافها باستخدام وسائل مختلفة ومتعددة.. لكن الثورة بما هي فكرة استطاعت رغم كل الصعاب والتعقيدات الموضوعية وغيرها أن تظل حية قادرة على الانتشار والتأثير في كل الأحوال والظروف.
- أي ثورة ترتبط بمشروع حضاري كبير كمشروع (الوحدة) هي ثورة عظيمة بكل المقاييس، إن إعادة إصلاح هذا المشروع على أسس سليمة ووطنية تلبي تطلعات كل اليمنيين كان بحاجة إلى ثورة شعبية تعيد صياغة وعي مختلف، وتضحيات جسيمة في الشمال كما هي في الجنوب تضع اليمنيين أمام استحقاق مشترك وجديد ينتقل بهم من حالة التنافر والتباعد إلى حالة التقارب الذي يرمم جدار الثقة ويرتب اوضاع جديدة تبحث عن الحلول من داخل المشروع الوطني لا من خارجه.
- قد لا يدرك الناس الهدف الحقيقي للثورة ولا النتائج التي حققتها حتى الآن ذلك أن الهدف الذي سعت إلى تحقيقه يبدو عميقا جدا عصي على الفهم القشري أو السطحي، كما أن النتائج المتحققة قد لا تبدو ظاهرة للعيان أمام كثيرين في هذه المرحلة المبكرة.
- 12 فبراير يوم انطلاق الثورة الشبابية الشعبية هو يوم تاريخي وعظيم، إذ استبدل الاحباط بالأمل، وانسداد الأفق بنافذة ضوء نحو التغيير الشامل في اليمن الجديد،قبل هذا التاريخ لم يكن بمقدور أحد التكهن أو المراهنة أو اطلاق وعود التغيير.
- إذن، الثورة والوحدة مشروعان كبيران ومتلازمان يكمل بعضهما الآخر، فلولا الوحدة لما كانت الثورة، ولولا الثورة لما تجددت الآمال ببقاء المشروع الوطني قائما وإلى الأبد بإذن الله، إذ أنه أصبح بمقدور كثيرين بعد 12 فبراير الرهان على انتاج مشروع وطني يلبي تطلعات اليمنيين في العدالة والشراكة والمواطنة.
- إن أي ثورة عظيمة كالثورة الشبابية لابد وأن تتعرض للكثير من الضغوطات والإشاعات والمؤثرات.. وتدفع ضريبة كبيرة ومكلفة.. لكنها في المحصلة النهائية تظل نقية وطاهرة وقاهرة للصعاب والتحديات.