ما بعد تحرير جعار وزنجبار
في اعتراف ضمني لهزيمتهم في مواجهة الجيش وفرار مقاتليهم من مدينتي جعار وزنجبار ،نشرت وكالة مدد الأخبارية التابعة لـ «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» على الموقع الاجتماعي الفيسبوك خبراً جاء فيه « أنصار الشريعة ينسحبون من وقار وزنجبار» في رد على اعلان وزارة الدفاع اليمنية تحرير مدينة زنجبار بعد يوم من تحرير مدينة جعار بعد عام من سيطرة هذه الجماعة على مدن ومديريات ابين وإعلانها امارة اسلامية خاصة بهم قبل عام من الآن ..
وفي مفارقة مضحكة لجماعة ارهابية دموية تستبيح الدم اليمني وتكبد البلد خسائر اقتصادية فادحة ،برر مصدر اعلامي في جماعة أنصار الشريعة انسحابهم من جعار وزنجبار بـ «حقنا لدماء المسلمين خاصة في إمارة وقار» ،وهذا ما يثير السخرية والمخاوف من مخاطرهم الارهابية القادمة على الأمن والاستقرار في البلد ..
وفي ظل نفي الجماعة الارهابية للهزيمة على يد قوات الجيش واللجان الشعبية ،يبدو أن التعاطي الإعلامي لأنصار الشريعة موحد ويحمل في ثناياه تهديداً يشي بمخطط انتقامي (الذئب المنفرد) يستهدف قوات الجيش ووحدات الأمن في ابين وغيرها الذين يخوضون حربا ضارية ضد هذه الجماعة الارهابية في حرب «السيوف الذهبية» ..
ليس هذا وحسب ،فالحرب مع القاعدة حرب حاسمة لن تنتهي بتحرير تلك المدن من سيطرة مسلحي انصار الشريعة ،بل بداية لحرب مفتوحة نظرا لما تُشكله تلك الجماعة من تهديد الأمن والاستقرار والمصالح الأجنبية والمنشآت النفطية وغيرها من الاهداف الافتراضية لهذه الجماعة التي يتفق جميع فرقاء العمل السياسي وأطياف المجتمع على ضرورة استئصالها من البلاد ..
من بداية سيطرتهم على ابين وعدد من محافظات جنوب وشرق البلاد قبل عام ،توقع كثيرون قدرة الجيش في حال توفرت الإرادة السياسية والعسكرية على وقف تمدد هذه الجماعة الجهنمية ودحرها في اوكارها مهما حصلوا على تسهيلات أمنية في التنقل ودعم عسكري من قبل فلول النظام ..
كما أن المحافظات الجنوبية بشكل عام بئية غير حاضنة لمثل هذه الجماعات وفكرها الهدام ،وتجلى الرفض المجتمعي لهذا السرطان في المساندة الشعبية غير المسبوقة لقوات الجيش في حربهم ضد جماعة انصار الشريعة.
وبحسب اتهامات صريحة محلية ودولية ، ساعدت بعض القوى في تمدد انشطتها والسيطرة على مدن جنوبية لغايات خسيسة مختلفة ابرزها ضمان تدفق الدعم الدولي ،وأيضا لضرب القضية الجنوبية العادلة بحرف انظار الداخل والخارج لمطالب الحراك السلمي الذي انطلق قبل خمس سنوات لأسباب معروفة وبمطالب مشروعة ،ولا غرابة في رأي من يدرك بطش دسائس النظام السابق...
وعودة الى موضوعنا ،يُعد انتصار قوات جيشنا البواسل على مسلحي مايسمى انصار « الشُعيرية» _ اقصد الشريعة_ في ابين حدثاً متوقعاً وبداية لإنتصار متوقع انجازه على جماعة دموية تثبت الاحداث توحد الشعب ضدها ونبذه لفكرها السرطاني المتذرع المغلف بوهم الدين من قبل عاهات مجتمعة محلية ووافدة تبرر جرائمها بحق أمن بلدنا واستقراره بذرائع واهية ابرزها نصرة الشريعة ... فعن اي شرعية يتحدثون عن نصرتها ؟؟ وممن؟؟
حتما ستنهزم انصار الشريعة وغيرها من الجماعات الارهابية الظلامية العابثين بحياة الناس ومستقبل وطن ،لكن مواجهة جماعات ارهابية من هذا النوع وتحديدا انصار الشريعة التابعة لتنظيم القاعدة ،تستدعي قيام الدولة بعدة تدابير عاجلة واستراتيجية من خلال الجيش وأجهزة الأمن لمواجهة هذا السرطان المخيف ..
يفترض بالحكومة وضع وتنفيذ خطة أمنية عسكرية متكاملة وصارمة لتأمين ابين وما جاورها لضمان هذا الانتصار وإعادة الاستقرار اليها ، في حال سارعت الدولة وأجهزتها المعنية في تنفيذ خطتها المنشودة ،اعتقد بأن استئصال سرطان القاعدة من ابين وأينما تواجد مسلحوها في المناطق والمحافظات ..
وكما هو معروف على جماعات العنف باسم الله او باسم الشيطان،تنشط القاعدة وأخواتها في بئية يعاني سوادها من الفقر والتخلف ايضا،وجغرافيا سيطرة او تواجد انصار الشريعة دليل على ذلك ،علاوة استغلالها الممنهج لهذه الجزئية مكنها من تجنيدها عشرات من اليمنيين للقتال في صفوفها في معاركها بعيدا عن اي معايير عقائدية كما عُرفت آليات القاعدة والانتماء اليها من قبل ...
ولكي لا أقفز على واقع هش يساعد على تغلل او تمدد القاعدة وما عداها من جماعات العنف الدموي بشعارات نصرة الله وشريعته ،أثق بقدرة اليمنيين حكاما ومحكومين على الانتصار على جماعات العنف وتجفيف منابع فكرها الاجرامي اينما ولت في حال وجدت دولة القانون والعدل والمواطنة المتساوية ،وهذا حلمنا الجمعي المنشود لذا يستوجب منا العمل الجاد لإنجازه بلا تأخير ما دامت في قلوبنا ذرة حب وانتماء لهذا الوطن ...
وأكرر يجب علينا العمل الوطني لتجاوز هذا الواقع المرعب الى واقع آخر تشهد فيه البلد عودة الأمن والاستقرار ،في حال توفرت الإرادة الرسمية والشعبية،وعمل الجميع على ابعاد البلد وتحصين المجتمع من افكار الموت وجماعات العنف الوافدة من خارج حدود البلاد والطارئة على مجتمعنا الواعي بمخاطر العنف والنابذ لأفكار التطرف
لاشك أن ثقافة الفرز الجهوي والمناطقي السائدة حالياً في عدن هي ثقافة مفتعله السياسية السائدة حالياً في الجنوب هي ثقافة مالتي ترسخت عندنا خلال العشريات الاخيرة جعلتنا ننادي البعض حسب انتمائهم الجهوي، كان نقول ساحلي وصفاقسي وغيرهما من الأسماء..