الربيع العربي .. قواعد اللعبة تغيرت
في خطابه الاخير مشعل اختصر الطريق على من لم يسعفهم الفهم ومن خانتهم الذاكرة حتى مع استمرار الربيع العربي في بلدانهم ، الا انه اشار الى اخوته في الخارطة الجديدة قائلا هؤلاء هم الامتداد الطبيعي لحماس ولغزة وفلسطين :الغنوشي في تونس ومرسي في مصر والعزيز اليدومي في اليمن . هناك من هلل لضرب غزة متحديا الاخوان والربيع العربي بان يردوا على العدوان حماس تولت الرد العسكري ،والفصائل لم تقصر ايضا، مصر الثورة تحركت وفقا لقدراتها :سحبت سفير وطردت اخر ، ودعت لقمة طارئة لمجلس الامن واخرى للعربية، ورئيس وزرائها يتجه غدا الى غزة واتصالات لا تتوقف بين اوباما ومرسي وزعماء اخرين لايقاف الاشتعال الذي بداته اسرائيل وسياسة نتنياهو الغير مسئولة بحسب وصف الاندبندنت . نتنياهو اليوم يقف وحيدا في معركة خاسرة،وسيخسرغدا الانتخابات لانه لم يحسن التصرف وفضح تحالفه مع الاسد بضرب غزة، وغزة تتهم انها دربت فصائل الجيش الحر، ورفضت علنيا دعم الاسد ونظامه "العلماني الصفوي" حتى مع وجود شيكات مفتوحة من طهران الا ان الموقف المشرف لحماس لا يمكن ان تشتريه ايران ،فخالد مشعل الاخواني المتمرس في السياسة لن يخذل الربيع العربي لاجل عمائم طهران المتمسحة بالمقاومة لتحسن صورتها في العالم الاسلامي، لانها في الاخير طائفية وما تقوم به في سوريا هو طائفيا واجراميا لا يقل عما تقوم به اسرائيل في غزة بل ابشع ان اردنا الصدق . حماس لا تحتاج الى اليوم ايا من حكومات الربيع العربي او بقايا حكومات الانبطاح ، لكنها بالطبع تحتاج كل جماهير الامة ان تقف معها ، مشعل في تونس قال بعد سقوط الهارب بن علي لا نريد ان نحرج احدا ولن نكون عبئا على احد ،وهو يعي ما يقول ، فالمقاومة لا تكمن في قررات الحكام ولا في اروقة السياسيين بقدر ما تكمن في روح الامة ، الامة وحدها من تستطيع ان تقاوم وليسوا الحكام ايا كانوا . خسائر غزة من الارواح ستجلب لها النصر.. لان محيطها اليوم يوشك ان يكتمل باعوانها ،بينما اسرائيل بفعل الربيع العربي وبغباء حكامها ستعرض نفسها للمزيد من الغضب العام في منطقة عربية مغلقة، حتى حليفتها ايران - لمن اراد الاستزادة عليه قراءة كتاب التحالف الغادر بين اسرائيل ايران واميركا - التي كانت تطل عليها من سوريا ستغادر الى قم المقدسة لتتلوا صلوات الولاية وهي توشك ان تكون في انتظار فقيها جديدا يخرجها من "ولاية الفقيه التعيس" التي ورطها فيها الخميني وجعلها تصدر فكرها على انه ثورة ،وهو في حقيقته ايضا غل وطمع وعداء ضد الامة لصالح طائفة، شعب ايران يخسر كل يوم بسبب طيش ايات الله وطمعهم في خليج فارسي ومحيط فارسي من البحرين الى صعدة لكنها لو خسرت سوريا -بل ستخسرها بالطبع- فان شعب ايران المتحرر من كل دين مزيف سينتصر لكرامته وفقره وسيحتفظ بنفطه لمصالحه، فربيع ايران سياتي حتما . الربيع العربي اعاد ترتيب المنطقة وفقا لمتطلبات المرحلة فالشعوب اكثر وعيا اليوم واكثر حرضا على التنمية ولا تريد حروبا من اي نوع ، لكنها اذا وجدت من يريد الحرب لن تقف مكتوفة الايدي وهذه حقيقة يجب ان تعلمها "تل الربيع" وواشنطن وكل العواصم. كما ان نموذج تركيا يجب ان يتكرر في مصر وتونس واليمن وسوريا وهذه ليست تنبوءات ولا كهانة ولكنها ارقام ونتائج واستحقاقات تاخرت كثيرا ،لكن الربيع العربي اظهرها للسطح اقرئوا نتائج انتخابات دول الربيع ستجدوا ان نموذج تركيا يطل بواقعيته وببرجماتيته التي اكتسبها من خبرات طويلة. اميركا بحاجة الى الحفاظ على مصالحها في المنطقة ،وحقول النفظ يجب ان تضخ بسلام وامن بدون توقف ،والشعوب تبحث عن حرية وكرامة وتنمية مستدامة ورفاهية يجب ان تات كما يريد الربيع العربي .