حكايات من تعز (صديقي المهرب)
تعز مليئة بالحكايات الأليمة، لكن حكاية صديقي المهرب هي من سيخلدها الزمن .
صديقي حتى ما قبل انتفاشة الحوثين وتحالفهم المشؤوم مع النظام السابق كان موظفاً مرموقاً في مؤسسة مشهورة .
وصل الأنقلابيون إلى تعز وعطلوا الحياة كعادتهم، وتوقفت اغلب المؤسسات عن ممارسة اعمالها وصار موظفوها ممن يوصفون بالفقراء الجدد .
وسط هذه المعمعة أصبح صديقي مهرباً !!
نعم أصبح مهرباً ولن أبالغ إن وصفته بالمهرب العتيد .
يحكي لي صديقي أن الظروف المذكورة سلفاً هي التي دفعته لاحتراف التهريب للأبقاء على أفراد أسرته على قيد الحياة .
صديقي بدأت علاقته بالتهريب حين وجد نفسه محاصراً مع سكان مدينة تعز الأخرين بفعل الطوق التي تفرضه المليشيات على تعز بحجة أن سكانها دواعش وخاصةً في المناطق التي استطاعت المقاومة دحر المليشيات منها .
صديقي يسكن في باب موسى بعد ان نزح اليها من حي أخر اكثر خطراً .
في بدايه علاقته بالتهريب استطاع ان يهرب لأسرته كيس دقيق من الحوبان في ملحمة لايزال يحمد الله أن نجح في اتمامها .
وقتها بدأ يثق بقدرته على إتمام مهام التهريب الى وسط مدينة تعز .
تطور صديقي وأصبح يهرب البطاط ، والطماطم ، والسلطة ، واخيرا تمكن من تهريب كليو من العنب ، وبعضا من الجوافة .
حين يحكي لي قصصه مع التهريب وكيف يضطر الى الجلوس في الكراسي الخلفية في باصات الركاب ، وكيف تكون فرحته حين يمر الباص بسلام من نقطة الإنقلابيين .
يخبرني بفخر انه تمكن لمرات من تهريب ربطة قات من بير باشا ، او من الحوبان ، وأنه يخفيها عن جيرانه خوفا من العين !!
حالياً يخطط صديقي للقيام بعملية مصيرية تحتاج بحسب قوله ( لمخمخة ) يعني تشغيل مخ .
العملية الجديدة سيقوم فيها صديقي بتهريب دبة غاز وسيكون وقتها قد مارس التهريب بشتى انواعه في تعز .
وعدني أنه سيبشرني بنجاح عمليته حين تتم ، ووعدني أنه سينجح فيها ، ولازلت انتظر بشارته .
من تعز الحب والسلام جئت لكم بهذه الحكاية ، وفي جعبتي الكثير .
دمتم سالمين