هادي واكذوبة الضغوط ..
عاد هادي تدريجيا للتحرك كرئيس جمهورية مع تقدم عمليات التحرير وعودة الحكومة إلى عدن ، وعادت معه اساليبه الملتوية التي تلف وتدور حول قضية واحدة ، وهي ازاحة أي شخص او مجموعة يمكن ان تشكل تهديد محتمل أو منافس محتمل لشخصه المتواضع والفاشل .
نجح هادي وبمهارة في خداع الجميع باعتماد أسلوب بسيط جدا ورخيص جدا في نفس الوقت "اسلوب تستخدمه النساء بكثرة" في كيدهن وهو المسكنة والتظاهر بالعجز والضعف ، نجح في خداع الكل ووجه لهم الصفعة تلو الاخرى واقنعهم تماما انه لا يقصد ولكنه مكره وليس امامه خيار إلا الامتثال .
تمسكن للسعودية والمشترك وازاح اخوان علي صالح وابناءه من اهم المواقع العسكرية، وهنا ظهر الاصلاح وعلي محسن في مقدمة الصف الثاني بعد ازاحة علي ، فعاد هادي يتمسكن للقوى الاقليمية ويشكو ضعفه امام نفوذ الاخوان وآل الأحمر، حتى تمت المؤامرة وتولوا نيابة عنه كالعادة إزاحة خصومه السياسيين من امامه، حدثت غلطة فنية في الخطة وتعتبر الحركة الذكية الوحيدة للاصلاح من ٢٠١١ وحتى الان، والتي افسدت على هادي خطته لازاحة كل المنافسين دفعة واحدة ، ووقع هادي تحت رحمة الحوثيين ، ولكنه استطاع الفرار ولم يكن له القرار في طريقة الفرار وتمسكن مرة أخرى للسعودية والخليج من ايران وهو الذي فتح لها ابواب صنعاء وقبلها عمران هو ووزير دفاعه صاحب نظرية حياد الجيش امام الغزاة و ا لذي ظل متمسك به حتى انجز المهمة ، والغريب انه لايبدو أن لهادي أي موقف مبدأي حقيقي أو واضح من أي طرف ، فهو لايمانع أن يعمل مع المشترك او مع علي صالح أو مع الاثنين ، بل وحتى مع الحوثيين بل وممكن أن يعقد سلم وشراكة مع ايران دون تردد، المهمم ازاحة الخصوم والبقاء في الكرسي. ولقد كانت غلطت الحوثيين القاتله هي الضغط على هادي بتعيين نائب له منهم وهنا احس بالخطورة على الكرسي ولو تجنب الحوثيون ذلك لحكمو ا باسمه المهم ان يبقى في الكرسي حتى ولو لم يعد له اي قرار .
وللمرة العاشرة على التوالي يتولى الغير نيابة عن هادي مهمة شاقة جدا وصعبة جدا لازاحة الحوثيين وعلي صالح وحرسه الذي تم تسليحه وتنظيمه مؤخرا بناءا على طلب هادي لازاحة الاخوان وآل الاحمر
المهمة هذه المرة شاقة جدا جدا ومكلفة جدا ماديا وبشريا وشارك فيها الخليج والاقليم وقواعد الاصلاح وغيره من الاحزاب بصور متفاوته بالاضافة الى الجانب القبلي وجزء من الجيش النظامي وتكبد الثمن اضافة لدول الخليج الشعب اليمني بأسره والاصلاح والمؤسسة العسكرية وطبعا الحوثيين وعلي صالح وعساكره، الكل متضرر بقوة
والحق يقال أن الثمن باهض جدا بشريا وماديا ، كل هذا لاجل أن يعود هادي - المسترخي بوداعة وهدوء في الرياض- إلى كرسيه مرة أخرى ويعود إلى الاعيبه مرة اخرى بضرب القوى في بعض وإثارة مشاكل ارهقت اليمن وكل دول الجوار لهدف واحد فقط هو ضمان بقاءه في الكرسي، وليحترق اليمن والسعودية والكل لاجل هذا الكرسي.
قراره الاخير - ازاحة نايف البكري من منصبه كمحافظ لعدن - الذي زعم هو ومطبخه الاعلامي بأنه بضغط من الامارات رغم تأكيد بحاح المقرب من الامارات أن الامارات ليس لها علاقة والامر لا يعنيها بل ولم يطرأ على بال قيادتها البتة .
هذا القرار يحمل في طياته صفحة جديدة من المشاكل ..
سيفتحها هادي أو ربما استفتحها فعلا ستتمحور حول ورقة الجنوب والانفصال وهي الورقة القوية بيده بعد حرق اوراق كثيرة تسببت في حرق الشعب اليمني وشعوب وثروات الجوار معه
فهل سينجح في تمرير حرائقه الجديدة بنفس السيناريو المتمسكن الذي حول الشعب اليمني بأكمله الى مساكين وينذر وبشؤم كبير بتحويل الشعوب الخليجية الى مساكين كذلك؟ انه لا يريد الاقويا بجانبه فلا يريد علي محسن ولا بحاح والذي يحاول احراقة بكافة الطرق وزرع المشاكل والمعوقات امامه وما تغيير البكري محافظ عدن صاحب الشعبية الكبيرة وسط ابناء المدينة وصاحب الخبرة في التعامل مع الوضع في عدن .ما تغييره قبل وصول بحاح وحكومته الى المدينة الا واحدة من تلك الطرق ول يريد ا الصايدي وزير الخارجية وصاحب الخبرة الهائلة في الدبلوماسية الدولية وفضل عنه رياض ياسين الموظف السابق في الجامعة اللبنانية بصنعاء والذي كان يخفي تحت مكتبه علمي الوحدة والانفصال ويخرجها حسب الحاجه .فضله رغم افتقاره الى اي نوع من انواع الدبلوماسية
والآن هل ستدرك السعودية وخليجها واليدومي واصلاحهوبقية الاحزاب ورجال السياسة انه والى جانب الافاعي في صنعاء وصعدة هناك افعى في الرياض لا تقل خطورة . فهل سيدرك الجميع ذلك
أم سيحكي لنا التاريخ قصة مثل من امثال العرب عنوانه "أشأم من هادي" ؟
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها