من ركّب أنياباً ومخالب للحوثيبن ولصالح؟
لا يختلف الحوثيون عن غيرهم من الأقليات في العالم العربي التي تريد الإستحواذ على ركنيْ الفساد؛ السلطة والثروة. بالمثل، لا يختلف الرئيس السابق علي عبدالله صالح عن غيره من كثير من الحكام العرب أوالأعراب. هذا وأولئك يريدون السلطة والثروة ليس لصالح الشعب اليمني وإنما لمصالحهم الشخصية كغيرهم من أنظمة الحكم الجاثمة على صدور الشعوب المغلوبة على أمرها.
يجب أن نعترف أن الرئيس السابق الموصوف الآن بالمخلوع ساعده معظم من يحاربه الآن بالأموال الطائلة للإطاحة بالزعيم الوطني النظيف بإجماع اليمنيين وهوإبراهيم الحمدي. جنى علي عبد الله صالح عشرات الملايين من السعودية ودول عربية أخرى. بَيْدَ أنه لم يوظفها لانتشال اليمن من فقرها المدقع وأزمات بنيتها التحتية التي بالكاد تستحق أن توصف بذلك. قبل الحرب كان زهاء ٥٠٪ من اليمنيين فقراء وتقريباً٣٠٪ تحت خط الفقر. كغيره من الحكام الذين يرعون زبانيتهم وأسرهم، فعل علي صالح الشيء نفسه. كوّن أسرة حاكمة تحيط بها زمرة من المطبلين والمزمرين والمزورين، يعيشون في بحبوحة من العيش ويعتاشون على فقر ٧٪ من اليمنيين. كارثة عندما لا يكون الولاء للوطن وإنما للعشيرة والقبيلة والحزب والطائفة كما يحدث أيضاً في لبنان والعراق وسوريا وليبيا ومصر وغيرها.
أدرك الثوار اليمنيون الذين خرجوا للشوارع حقيقة أن المساعدات المالية التي حصل عليها علي عبدالله صالح لم تذهب لخزينة الدولة وإنما لجيبه الخاص لأنه قضى على شيء إسمه خزينة الدولة فلم يعد فرقٌ بين جيبه الخاص وخزينة الدولة. كارثة أخرى عندما يُعنى الحاكم بأطفاله وأطفال جوقته ويحرق أطفال الآخرين. كل ما يهم علي عبدالله صالح أن ينتقم ممن عزلوه بعد تردد طويل من جانبه وهولا يملك أي إمكانيات علمية أوثقافية كغيره من كثير من الحكام وهذه نتيجة لانعدام الديمقراطية والإنقلابات العسكرية التي تأتي بحاكم جنرال لا يفهم إلا أنْ يطلق السلاح.
الذين خرجوا للشوارع في اليمن هم المطحونون الذين يشكلون زهاء ال٧٠من الشعب اليمني. للأسف مثل كثيرين من الحكام العرب ركب علي صالح رأسه ورفض أن يعترف بأنه جيّر الأموال الضخمة من السعودية وغيرها لحسابه الخاص وأن إتفاقه مع شركة توتال الفرنسية للتنقيب عن الغاز لم يَرَ اليمنيون منه شيئاً.
الذين يحاربونه الآن مع حلفائه الحوثيين هم الذين ساعدوه وعالجوه بعد محاولة الإغتيال التي تعرض لها ثم تبين لهم أنه خذلهم. الحوثيون يمنيون لا يختلفون عن أي يمني آخر في اليمن. بًَيْدَ أن المشكلة في أنهم يمثلون ١٠# من الشعب اليمني ويريدون إختطاف اليمن كله غير عابئين بباقي أطياف الشعب. كنّا نتوقع أن يقوم اليمنيون اليهود بذلك غير أنهم أثبتوا ولاءهم للوطن وأن الدين لله.
أستاذ جامعي وكاتب قطري
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها