من نحن | اتصل بنا | الجمعة 17 يناير 2025 06:50 مساءً
منذ 4 ساعات و 42 دقيقه
أكد "مؤتمر مأرب الجامع"، خلال اجتماع موسع ضم مكونات حزبية وقبلية وشبابية، ضرورة معالجة الاختلالات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها اليمنيون بسبب انقلاب مليشيات الحوثي واستمرار التقصير من قبل مؤسسات الدولة الشرعية.  وفي بيان صادر عنه، شدد المؤتمر على أهمية توحيد
منذ يوم و 4 ساعات و 49 دقيقه
    نظمت مدرسة الامل الاهلية بمحافظة لحج طبقا خيريا لدعم جمعية مكافحة اورام الاطفال الخيرية بحضور رئيس الغرفة التجارية والصناعية بالمحافظة امين الربيعي ومدير عام الادارة العامة لتنمية المرأة بديوان محافظة لحج الاستاذة عيشة فرج ومديرة المدرسة ايمان بحرق   وشهدت
منذ يوم و 4 ساعات و 56 دقيقه
رحبت دول عربية، مساء الأربعاء، باتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي تم إعلانه، مساء الأربعاء.   جاء ذلك في مواقف رسمية صادرة عن السعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن واليمن، فضلا عن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.   ** السعودية   حيث أعربت الخارجية
منذ يوم و 5 ساعات
بحث رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح، محمد عبد الله اليدومي، في العاصمة السعودية الرياض، مع قائد القوات المشتركة للتحالف العربي لدعم الشرعية، الفريق الركن فهد السلمان، آخر التطورات في اليمن.   وذكر الموقع الرسمي للحزب أن اليدومي ناقش مع السلمان في اللقاء الذي
منذ يومان و 4 ساعات و 28 دقيقه
    نفذت منظمة "انتر سوس"، بالتنسيق مع وزارة الصحة العامة والسكان، اليوم الأربعاء، لقاءًا خاصًا بالمناصرة والحشد حول { رفع التوعية بحملة التطعيم في اليمن } بتمويل مؤسسة بيل ومليندا جيتس الإنسانية بالتنسيق مع المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني.     وشارك
عدن 2022.. أزمات معيشية واغتيالات وانتهاكات وسلطة أمنية غير موحدة
محمية الحسوة في عدن.. من حديقة خلابة إلى مكب للنفايات ووكر للجريمة
2021 الحصاد المُر في عدن.. عام بلون الدّم وطعم الحنظل
20 حالة طلاق يوميا في عدن
مقالات
 
 
الخميس 03 سبتمبر 2015 04:22 مساءً

نبي طائفي

د. محمد جميح

كنا في صنعاء في تسعينيات القرن الماضي، مقبلين على الحياة والدرس الجامعي، وكتابة القصائد للزميلات، وقراءتها بين يدي عملاقي الشعر اليمني عبدالعزيز المقالح، وعبدالله البردوني في مقائل صنعاء التي كانت تعج بالحياة والقهوة والشعر والوريقات الخضراء. وكنا نلتهم أدونيس، نسكر بهذا السوري الثائر الذي يحاول أن يكون نبياً، أن يكون إلهاً جديداً في منطقة تكتظ بالساسة والمشعوذين والأصنام القديمة منها والحديثة.

كان أدونيس أستاذنا، كان رائد مدرسة التحديث الشعري والنقدي، والفكري كذلك. كان النبي الجديد الذي قدمته لنا معظم الدوائر الأكاديمية والثقافية في صنعاء والوطن العربي، كان يمارس سحره على طلبة الجامعة، من خلال كتبه ومحاضراته التي كان يلقيها عندما يأتي صنعاء زائراً.

علي أحمد سعيد إسبر، اسم يشبه أسماء اليمنيين، قبل أن يغيره صاحبه ليتخذ له اسم إله من الآلهة القديمة، وينطلق فارداً جناحيه في سماء الفكر والشعر. ومن يومها، منذ أن غادر اسمه اليمني، غادر أدونيس عباءة التاريخ، وانطلق يكسر الأصنام الدينية والتابوهات الطقوسية التي يزخر بها تارخ الإسلام، حسب رؤيته الحداثوية للحياة والفكر والشعر.

أما أنا، فقد التهمت الكثير من كتب أدونيس، عشت قصة فصول «الثابت والمتحول»، واستمتعت بـ»مفرد بصيغة الجمع»، واستغرقت في «هذا هو اسمي»، وضعت في «الكتاب»، وكنت أرى أدونيس ظاهرة كونية لا تتوقف عن السيرورة والتحول والإنبعاث.

كان أدونيس يبهر في نثره وشعره، كان نبي الحداثة العربية الجديد. كان يُقدم لنا، لا على أساس أنه ضد التراث، بل على أساس أنه ينطلق منه ليجدده، وكان هجومه على الإسلام، يقدم على أنه يأتي لمصلحة المسلمين، ولتجديد الخطاب الديني.

لم نكن نلقي بالاً لكون أدونيس علوياً، ولم نكن نعرف من هم العلويون، ولا من هم السنة أو الشيعة. كنا لا نرى في شيخنا إلا صورة المجددين الفكريين الكبار، مسحورين برشاقة عبارته، وسحر بيانه. ومما ساعد على ذلك أن أدونيس استطاع بذكاء بالغ إخفاء البواعث الحقيقية إزاء هجومه الشرس على تاريخ الإسلام، وحضارة المسلمين، وتراثهم في مجمله.

وفجأة، جاءت الثورة السورية، كأنبل ما تكون الثورات في بداياتها، عندما خرج السوريون دون أن يحملوا قطعة سلاح واحدة ليقولوا لبشار الأسد الذي ينتمي للطائفة ذاتها التي ينتمي إليها أدونيس، ليقولوا له: «ارحل».

حينها بدأ أدونيس يرتبك، وبدأ «نبي الحداثة»، الذي تغنينا به كثيراً في اليمن وغيرها من البلدان، بدأ يتحسس جذوره العلوية، وبدأت أكوام من المؤلفات التي نظَّر فيها أدونيس للحداثة تتسرب من بين أيدينا، ونحن نراقب مشدوهين شيخنا ينحدر مع المنحدرين إلى البئر التي حاول على مدار عقود طويلة أن يخرج منها، أو أن يوهمنا أنه خرج منها.

انهار الجبل الشامخ، وعاد أدونيس علوياً، كما كان، وتكشفت ورقة التوت السميكة عن أدونيس الحقيقي، أدونيس دون رتوش أو مساحيق، أدونيس المتعصب لكل ما هو علوي حتى لو تجسدت العلوية في ديكتاتور اسمه بشار الأسد.

لم أكن شخصياً أتصور أن ينهار الجبل، أن تأتي الثورة السورية لتتجلى بجذوتها على قمة الجبل الذي يسكن فيه الإله القديم أدونيس، ونخر نحن تلاميذه مصعوقين لما حل بهذا الجبل الكبير، الذي قال لجريدة «السفير» اللبنانية عن شعبه السوري إنه ليس شعباً ثائراً، لأن ثلث هذا الشعب هاجر وترك أرضه، وكأن «أدونيس الثائر» لم يهاجر من سوريا من عشرات السنين إلى باريس، أو كأن أقارب أدونيس تحت قصف البراميل المتفجرة يومياً في حمص وحلب.

حاول أدونيس استنفار كل مهاراته في التخفي، حاول أن يخفي «العلوي الكبير» داخله، لكنه لم يستطع، تفلتت منه نفسه، وخرجت، وصرخت للأسف، ليس في وجه الطغاة، ولكن في وجه المتظاهرين الذين لم يجد أدونيس من مأخذ عليهم، ذات يوم إلا أنهم «يخرجون من المساجد»، وكأن «شيخ الحداثة العربية»، كان ينتظر من المتظاهرين أن يخرجوا من النوادي الليلية والحانات، وكأن «الخروج من المساجد»، عيب يجب محاسبة المتظاهرين عليه، إذ كيف يمكن للمتظاهرين أن يخرجوا للثورة على نظام الحكم من المساجد التي هي بالطبع قلاع التقليدية والرجعية حسب الفكر الطليعي الحداثوي، عند أستاذنا الكبير؟

كان علينا أن ننتبه إلى أدونيس الذي قال مرة قصيدة مديح في «الإمام الخميني»، وثورة إيران على الرغم من أن «قصائد المديح»، تعد من «الشعر التقليدي» الذي لا يجوز لـ»أنبياء الحداثة» أن يمروا به، ناهيك عن أن يكتبوه. كان علينا أن نلحظ احتفاء أدونيس الكبير بالدولة الفاطمية، وموقفه المجافي لصلاح الدين الأيوبي، كان علينا أن نسأل: هل جاء ذلك بمحض الصدفة؟ وهل كون الفاطميين والخميني، وبشار الأسد «شيعة» مجرد صدفة عند أدونيس، كما كان المتظاهرون السوريون وقبلهم صلاح الدين الأيوبي وصدام حسين سنة لمجرد الصدفة كذلك؟ أم أن أدونيس في حقيقته بنى مواقفه الفكرية في نقد التراث الإسلامي من منطلقات طائفية بحتة، لا دخل لها بالمنهجية والتجرد الفكري، والرؤى المستقبلية للانخلاع من قيود الماضي التقليدية؟

ينسحب الكثير من المثقفين إزاء الأحداث الكبرى، يتوارون عن الأنظار، يرتبكون، يحاولون التماسك للحفاظ على معمار الروح، لكن الكثير ينهارون في قاع سحيقة، وتتكوم أرواحهم في درك سحيق يقفون به صفاً واحداً مع نيرون، وهتلر وبشار الأسد.

أفقت على وقع الكارثة التي هربت من الاعتراف بها طويلاً إزاء نظرتي لأستاذي أدونيس، والتي بدأت أهمس بها لنفسي، قبل أن انتهي صارخاً في البرية: «النبي طائفي…أدونيس علوي».


شاركنا بتعليقك

شروط التعليقات
- جميع التعليقات تخضع للتدقيق.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها







الأكثر قراءة
مقالات الرأي
في ظل الأوضاع المضطربة التي تعيشها اليمن، ظهرت دعوات متزايدة لتوحيد الجهود بين المحافظات الشرقية، التي
  انفصل النظام السوري عن شعبه، وانفصل عن الجيش الوطني الذي يحمي الدولة، وجر سوريا إلى خارج الخيمة العربية،
في كل عام، ومع إطلالة الثلاثين من نوفمبر، يحتفل اليمنيون بعيد الجلاء، هذا اليوم الذي شهد خروج آخر جندي
تشكل عودة رئيس الوزراء الأسبق د. أحمد عبيد بن دغر إلى واجهة المشهد السياسي في اليمن تطورًا مهمًا على الساحة
المنهج التعليمي يعتبر الركيزة الأساسية في العملية التعليمية، حيث يلعب دورًا محوريًا في تطوير قدرات الطالب
تعد ثورة 14 أكتوبر 1963 من أبرز الأحداث التاريخية في اليمن، حيث اندلعت في الجنوب اليمني ضد الاستعمار البريطاني
هل أستثمر اللواء البحسني تموضعه سياسياً (بانضمامه) للمجلس الانتقالي الجنوبي؟ لمصلحة تمكين حضرموت في مجلس
24 ساعة مضت على إعلان قناة الإخبارية السعودية قيادة مجلس حضرموت الوطني في نشرتها الرئيسية ليلة امس. تلقى
في 26 سبتمبر 1962، انطلقت شرارة واحدة من أعظم الثورات في تاريخ اليمن الحديث، ثورة 26 سبتمبر التي غيرت مجرى تاريخ
عندما قُتل حسين الحوثي في 2004، جاء أخوه يحيى، زميلنا في مجلس النواب، إلى المجلس، صباح انتشار الخبر، وذهبت إليه
اتبعنا على فيسبوك