الواقعية هي الحل
التغيير في الشرق الأوسط مازال مستمرا "لا ثورة مستقرة ولا انقلاب مستريح " وكل تجارب التغيير تحتاج الى وقت ليصدقها الواقع او يكذبها .. والشعوب التي صنعت التغيير عليها تطوير أدائها أمام المتغيرات المتداخلة، والتخلص من الايدلوجيات القديمة الغارقة في الفحش والخصومة، والبحث عن أدوات برجماتية واقعية تدفع التغيير نحو افضل حالات الإستقرار الممكنة.
ان افضل ما صنعته الحركات الإرهابية التي تعادي الغرب واسرائيل مثل "داعش والحوثي" انها اذهبت العداء الغير منطقي تدريجياً للغرب واسرائيل من قاموس شعوب المنطقة .. من منكم اليوم يكره اسرائيل كما يكره الحوثي او داعش ؟ لا أحد بالتأكيد.
وسواء كانت هذه الحركات الإرهابية خرجت من عمق المعاناة -وهذا هراء- او خرجت من مشكاة واحدة ومخرج واحد -وهذا افتراض- الا أنها خلقت نوعا من التفكير المنطقي الواقعي للمهتمين بالسياسة من الأجيال الجديدة التي كانت تعيش على فرضية العداء للغرب واسرائيل وفقا لما املى عليها الحكام سابقا..
ربما تنعم المنطقة بنوع من الإستقرار النسبي والالتفات لقضايا الداخل ذات الخصوصية الوطنية، كبناء مؤسسات الدولة وإعادة رسم سياسات شاملة في المجالات المختلفة ، والتخلي عن الأحلام العسكرية وسباق التسلح بالخردة ومخلفات الحروب..
ولذا لم تعد مخلفات اليمين واليسار والعلمانية تمثل اي حل لمشاكل شعوب الشرق الأوسط ، هذه الايدولوجيات معبأة بالصراع والتصادم لاجل اثبات صحة ما تذهب هي إليه، الشعوب لم تعد ترغب ولا تحتمل ان تكون حقول ولا فئران تجارب، ومصالح الشعوب مقدمة على افكار : انجلز وفولتير وسيد قطب وخميني ..
الشعوب بحاجة الى برجماتية وواقعية وليم جيمس و مهاتير ومحمد يونس و بارك تشونج هي ، و لي كوان ..
فحاجات ومصالح الشعوب هي من تستحق الإلتفاف حولها، لتقديم مشاريع ناجحة و خلق الإستقرار والاستثمار ومحاربة الفقر بدلا من اختلاق الاعداء الوهميين!!.
علينا جميعا التذكر ان انتصار الإنسان على حماقاته وعداوته الإفتراضية والوهمية هو من يقوده الى النجاح والإستقرار .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها