غياب الرؤية الاقتصادية
لقد انشغلت الاحزاب والقوى السياسية اليمنية كثيرا بالمناكفات والمماحكات والصراعات السياسية ولم نسمع يوما ان تلك الاحزاب قدمت رؤية اقتصادية وتنموية تعمل على النهوض بالواقع الاقتصادي والتنموي المتردي والمزري الذي تعيشه اليمن وبما من شأنه اخراج اليمن واليمنيين من الازمة الخانقة التي يعيشها،وكل مالديهم في جعبتهم وكل مايدور بعقولهم من تفكير لايتعدى المكايدات والمناكفات والمماحكات والصراعات وليس اكثر من ذلك وياليت ان تلك المماحكات والمناكفات السياسية التي يمارسونها تخدم الوطن والمواطن بشيء أو تقدم له مصلحة أو منفعة ما أو تعمل على حلحلة المشاكل والقضايا العالقة التي طال امدها اذ ان تلك المماحكات والمناكفات السياسية التي تصدر من قادة الاحزاب والقوى السياسية اليمنية وعلى اقل وصف تعتبرممارسات وتصرفات صبيانية وغير مسئولة ما كان ينبغي لها ان تصدر من قادة احزاب سياسية لها باع طويل في العمل السياسي والحزبي
لست هنا في مقالتي هذه اتجنى على حزب بذاته او رئيس حزب بعينه كما اني هنا لست بصدد تبرئة اي حزب من الاحزاب اليمنية انا هنا اخاطبهم جميعا لانهم جميعا شركاء في تلك الممارسات والتصرفات الخاطئة وغير المسئولة والتي اضرت باليمن واليمنيين ارضا وانسانا وجميعهم يتحملون المسئولية بلا استثناء .
الشعب اليمني مل وضاق وكره تلك المهاترات والمماحكات والمكايدات السياسية ولم يعد يطيقها اطلاقا كونها (لاتؤكل عيش) ولاتسمن ولاتغني من جوع كما انها اي المناكفات والمكايدات السياسية لاعلاقة لها بتحسين مستوى دخل الفرد اليمني او بتحسين معيشة المواطن اليمني كما انها لاتبني المدراس ولاالمستشفيات ولن تؤدي الى تخفيض الاسعار او تسهم في التخفيف من مشكلة البطالة ولاتعمل على لم شمل اليمنيين بل تفرقهم ولاتبني بل تدمر وهاهي تلك المماحكات قد وصل خطرها الى مستوى شرخ النسيج الاجتماعي اليمني وقد خسر الوطن والمواطن الكثير والكثير جراء تلك المماحكات وهذا ماشهدناه بالفعل فتلك المماحكات كانت سببا في اهدار الدم اليمني واقتتال اليمنيين في ما بينهم فهنالك أطفال يتموا ونساء رملت ومنازل دمرت واسر تشردت وكل هذا بسبب تلك المماحكات السياسية الغبية التي قضت على شعب بأسره ودمرت بلداً بأكمله وحتى الوحدة اليمنية لم تسلم فهاهي اليوم تعيش موتاً سريرياً نتيجة جلطة حصلت لها من تلك المماحكات الغبية التي يمارسها قادة الاحزاب السياسية
كم اتمنى ومثلي الكثيرون من أبناء اليمن ان تتجه الأحزاب والقوى السياسية اليمنية الى التنافس في تقديم البرامج والرؤى التي تنهض بالواقع الاقتصادي والاجتماعي والتنموي كما هو حاصل لدى الأحزاب والقوى السياسية في جميع دول العالم عندما تهتم بشعبها وتقدم الرؤى والبرامج التي تخدم شعبها وتعمل جاهدة بما من شأنه تطوير البلد واسعاد المواطن وراحته لذلك أرجو من الأحزاب والقوى السياسية اليمنية ان تسلك ذلك المسلك الرائع وان تعمل بنفس الوتيرة كما اتمنى ان تدرك الأحزاب والقوى السياسية اليمنية ان هناك ماهو اهم من المماحكات والصراعات والخلافات الحزبية والسياسية وهو ان الغالبية من أبناء الشعب اليمني تحت خط الفقر يعانون من العوز والجوع وان التعليم بمختلف مراحله فاشل ومتخلف ويعاني من تدهور شديد فالكتب المدرسية وحتى يومنا هذا لم تصرف وليست بمتناول الطلاب والقطاع الصحي يعاني من اشكاليات عديدة ادت بدورها الى ان جميع الامراض التي تم اكتشافها والتي لم تكتشف بعد موجودة في اليمن كما انه لايوجد امن وغالبا مانشهد انفجارات لأنابيب النفط والمولدات الكهربائية كما ان عجلة التنمية متوقفة ولاتوجد تنمية البتة لذلك فإن البناء والسباك والحداد والمبلط ليس لديهم قوت يومهم هم وأطفالهم ولاتوجد استثمارات لذلك ارتفعت مؤشرات نسبة البطالة وقضت البطالة على جميع الشباب وقد اتجه بعضهم الى العمل مع تنظيم القاعدة والبعض الآخر مازال يفكر بالأمر ولاتوجد عدالة والقوي هو صاحب الحق والضعيف ليس له اي حق
الواقع اليمني تحيط به إشكاليات وقضايا عالقة من فوقه ومن تحته وعن يمينه وعن شماله ومن شرقه الى غربه وقد لااكون مبالغا او متجنياً على الواقع اليمني إذا قلت ان اليمن فاشلة في شتى المجالات وفي جميع القطاعات وليس هناك من شيء سوي أو يسير نحو الاتجاه الصحيح وهو ما يستدعي من جميع الأحزاب والقوى السياسية اليمنية ان تكون عند قدر المسئولية وان تترك المماحكات والخلافات السياسية جانبا وتنشغل بايجاد رؤى وبرامج اقتصادية تعمل على اخراج اليمن من الحالة المزرية والصعبة التي يعيشها وتعمل على النهوض بالواقع الاقتصادي والتنموي والاجتماعي واصلاح حياة الناس واحواله
*رئيس المنتدى اليمني للتعليم العالي والبحث العلمي